نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

ولما كان الاستدراج يكون بأسباب كثيرة من بسط النعم وغيرها ، فأبرزه بالنون{[67719]} المشتركة بين الاستتباع والعظمة ، وكان تأخير الأجل لا يكون إلا لله وحده بغير واسطة شيء قال سبحانه : { وأملي } أي أوخر أنا وحدي في آجالهم و{[67720]}أوسع لهم{[67721]} في جميع تمتعهم{[67722]} ليزدادوا إثماً { لهم } لأنه لا يقدر على مد الأجل وترفيه العيش غيري .

ولما سلاه صلى الله عليه وسلم بهذا غاية التسلية ، علل أو استأنف في جواب من لعله يقول : لم يكون أحدهم على هذا الوجه ؟ مسمياً إنعامه كيداً : { إن كيدي } أي {[67723]}ستري لأسباب{[67724]} الهلاك عمن أريد{[67725]} إهلاكه وإبدائي {[67726]}ذلك له{[67727]} في ملابس الإحسان وخلع البر والامتنان { متين * } أي في غاية القوة حيث كان حاملاً للإنسان على إهلاك نفسه باختياره وسيعلم {[67728]}عند الأخذ أني{[67729]} لما{[67730]} أمهلته ما أهملته{[67731]} وأن إمهالي إنما كان استدراجاً .


[67719]:- من ظ وم، وفي الأصل: من النون.
[67720]:- من ظ وم، وفي الأصل: أو منهم.
[67721]:- من ظ وم، وفي الأصل: أو منهم.
[67722]:- زيد في الأصل: أما أملي لهم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67723]:- من ظ وم، وفي الأصل: ستر أسباب.
[67724]:- من ظ وم، وفي الأصل: ستر أسباب.
[67725]:- من ظ وم، وفي الأصل: يريد.
[67726]:- من ظ وم، وفي الأصل: له ذلك.
[67727]:- من ظ وم، وفي الأصل: له ذلك.
[67728]:- من ظ وم، وفي الأصل: أتى عند الأخذ.
[67729]:- من ظ وم، وفي الأصل: أتى عند الأخذ.
[67730]:- من ظ وم، وفي الأصل: أهملته ما أمهلته.
[67731]:- من ظ وم، وفي الأصل: أهملته ما أمهلته.