فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (45)

ثم ذكر سبحانه أنه يمهل الظالمين فقال : { وأملي لهم } أي أمهلهم ليزدادوا إثما ، وقد مضى تفسير هذا في سورة الأعراف والطور ، وأصل الملاوة المدة من الدهر ، يقال أملي الله له أي أطال له المدة والملا مقصورا الأرض الواسعة سميت به لامتدادها { إن كيدي متين } أي قوي شديد فلا يفوتني شيء ، وسمى سبحانه إحسانه كيدا كما سماه استدراجا لكونه في صورة الكيد باعتبار عاقبته ، ووصفه بالمتانة لقوة أثره في التسبب للهلاك .