تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

31

المفردات :

إنها لإحدى الكبر : إن سقر لإحدى الدواهي العظيمة .

التفسير :

35- إنها لإحدى الكبر .

إن سقر لإحدى الكبر العظائم ، والخطوب الجسام ، أي أن سقر التي تهكم بها وبخزنتها الكافرون ، لهي إحدى الأمور العظام ، والدواهي الكبار التي قلّ أن يوجد لها نظير أو مثيل في عظمها ، وفي شدة عذاب من يصطلى بنارها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

إنها} إن سقر {لإحدى الكبر} من أبواب جهنم السبعة: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن جهنم لإحدى الكبر، يعني الأمور العظام.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إنها لإحدى الكبر} قيل: يعني السقر، ثم عذاب أهل النار ألوان، وفي جهنم دركات، والسقر إحدى دركاتها، إذ هي لون من ألوان العذاب، فصارت هي من إحدى الكبر.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيها ثلاثة تأويلات:

أحدها: أي أن تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم لإحدى الكبر، أي الكبيرة من الكبائر، قاله ابن عباس.

الثالث: أن هذه الآية لإحدى الكبر، حكاه ابن عيسى.

ويحتمل رابعاً: أن قيام الساعة لإحدى الكبر، والكُبَرُ هي العظائم والعقوبات والشدائد.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ووراء هذه الانبعاثات والإشراقات والاستقبالات ما في القمر، وما في الليل، وما في الصبح من حقيقة عجيبة هائلة يوجه القرآن إليها المدارك، وينبه إليها العقول. ومن دلالة على القدرة المبدعة والحكمة المدبرة، والتنسيق الإلهي لهذا الكون، بتلك الدقة التي يحير تصورها العقول.

ويقسم الله سبحانه بهذه الحقائق الكونية الكبيرة لتنبيه الغافلين لأقدارها العظيمة، ودلالاتها المثيرة. يقسم على أن (سقر) أو الجنود التي عليها، أو الآخرة وما فيها، هي إحدى الأمور الكبيرة العجيبة المنذرة للبشر بما وراءهم من خطر:

إنها لأحدى الكبر، نذيرا للبشر..

والقسم ذاته، ومحتوياته، والمقسم عليه بهذه الصورة.. كلها مطارق تطرق قلوب البشر بعنف وشدة، وتتسق مع النقر في الناقور، وما يتركه من صدى في الشعور. ومع مطلع السورة بالنداء الموقظ: (يا أيها المدثر) والأمر بالنذارة: (قم فأنذر).. فالجو كله نقر وطرق وخطر!!

الشعراوي- 1419هـ:

وتأول البعض هذه الآية أنها عائدة على رسول الله صلى الله عليه سلم، فقد قال الحق سبحانه في أول السورة {قُم فأنذر} فأنت يا محمد نذير للبشر تنذرهم عقاب الله وعذابه ناراً موقدة، فمحمد صلى الله عليه سلم نذير للخلق جميعا.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

قوله تعالى : " إنها لإحدى الكبر " جواب القسم ، أي إن هذه النار " لإحدى الكبر " أي لإحدى الدواهي . وفي تفسير مقاتل " الكبر " : اسم من أسماء النار . وروي عن ابن عباس " إنها " أي إن تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم " لإحدى الكبر " أي لكبيرة من الكبائر . وقيل : أي إن قيام الساعة لإحدى الكبر . والكبر : هي العظائم من العقوبات ، قال الراجز :

يا ابنَ المُعَلَّى نزلتْ إحدى الكُبَرْ *** داهيةُ الدَّهْرِ وصَمَّاءُ الغِيَرْ

وواحدة ( الكبر ) ، كبرى مثل الصغرى والصغر ، والعظمى والعظم . وقرأ العامة ( لإحدى ) وهو اسم بني ابتداء للتأنيث ، وليس مبنيا على المذكر ، نحو عقبى وأخرى ، وألفه ألف قطع ، لا تذهب في الوصل . وروى جرير بن حازم عن ابن كثير " إنها لحدى الكبر " بحذف الهمزة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

ولما أقسم على ما أخبر به من ذكراها ، وأكده لإنكارهم العظيم لبلاياها استأنف تعظيمها والتخويف منها تأكيداً للتخويف لما تقدم من الإنكار فقال : { إنها } أي النار التي سقر دركة من دركاتها ، وزاد في التأكيد على مقتضى زيادتهم في الاستهزاء فقال : { لإحدى الكبر * } أي من الدواهي والعظائم ، جمع كبيرة وكبرى ، وهو كناية عن شدة هولها كما يقول : هو أحد الرجال أي لا مثل له ، أو{[69919]} المراد بها واحدة سبع هي غاية في الكبر أي دركات النار ، وهو جهنم فلظى فالحطمة فالسعير فسقر فالجحيم فالهاوية ، هي إحداها في عظيم أقطارها وشديد{[69920]} إيلامها وإضرارها ، حال كونها { نذيراً


[69919]:من م، وفي ظ:"و".
[69920]:في م: شدايد.