تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

38

تقوّل علينا : افترى واختلق وادّعى علينا .

باليمين : بيمينه ، أو بالقوة والقدرة .

الوتين : نياط القلب ، أو نخاع الظهر .

عنه حاجزين : مانعين الهلاك عنه .

44 ، 45 ، 46 ، 47- ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين .

ولو ادّعى محمد علينا بعض الادعاء ، أو نسب إلينا شيئا لم نقله ، لعاقبناه عقوبة عاجلة ، شبيهة بغضب بعض الملوك على من يكذب عليه ، حيث يمسك السياف بيمين الجاني ثم يكفحه بالسيف ، ويضرب عنقه فيقطع منه الوتين ، وهو عرق متصل بالقلب إذا قطع قضي على صاحبه ومات .

فما منكم من أحد عنه حاجزين .

فما يستطيع أحد من الناس أن يحجزنا ، أو يحول بيننا وبينه في إهلاكه وقتله وقطع وتينه ، إذ ليس ذلك في قدرة أحد أو إمكانه .

ولمّا لم يحدث شيء من ذلك ، كان محمد رسولا من عند الله ، صادقا في أن وحي السماء ينزل عليه ، وفي أن القرآن تنزيل من رب العالمين .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

لأخذْنا منه : لأمسكناه .

باليمين : بيمينه .

إذ لو فعلَ ذلك لأخذْنا منه بيمينه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

{ لأخذنا منه باليمين } قيل " من " صلة ، مجازه : لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق ، كقوله : { كنتم تأتوننا عن اليمين }( الصافات- 28 ) أي : من قبل الحق . وقال ابن عباس : لأخذناه بالقوة والقدرة . قال الشماخ يمدح عرابة ملك اليمن :

إذا ما راية رفعت لمجد*** تلقاها عرابة باليمين

أي بالقوة ، عبر عن القوة باليمين ، لأن قوة كل شيء في ميامنه . وقيل : معناه لأخذنا بيده اليمنى ، وهو مثل معناه : لأذللناه ، وأهناه ، كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه ، يقول لبعض أعوانه : خذ بيده فأقمه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

" لأخذنا منه باليمين " أي بالقوة والقدرة ، أي لأخذناه بالقوة . و " من " صلة زائدة . وعبر عن القوة والقدرة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه ، قاله القتبي . وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد . ومنه قول الشماخ :

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ *** تَلقَّاهَا عَرَابَةُ باليمين

أي بالقوة . عرابة اسم رجل{[15324]} من الأنصار من الأوس . وقال آخر :

ولما رأيت الشمس أشرق نورها *** تناولت منها حاجتي بيميني

وقال السدي والحكم : " باليمين " بالحق . قال :

تلقاها عَرَابَةُ باليمين

أي بالاستحقاق . وقال الحسن : لقطعنا يده اليمين . وقيل : المعنى لقبضنا بيمينه عن التصرف ، قاله نفطويه . وقال أبو جعفر الطبري : إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب . كما يقول السلطان لمن يريد هوانه : خذوا يديه . أي لأمرنا بالأخذ بيده وبالغنا في عقابه .


[15324]:هو عرابة بن أوس بن قيظي الأوسي الحارثي الأنصاري. من سادات المدينة الأجواد المشهورين. أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم صغيرا وتوفي بالمدينة نحو سنة ستين.