51- { وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } .
ولا تعبدوا مع لله معبودا آخر ، لأن العبادة لا تكون إلا للخالق ، والله وحده خالق كلِّ شيء ، فالله هو الذي خلق كلَّ شيء في هذا الكون ، وهو الذي خلقنا ورزقنا ، وأمدَّنا بسائر النّعم ، وهو واهب الحياة ، ومسخّر الشمس والقمر ، والليل والنهار ، والظلام والنور ، وبيده الهدى والضلال ، والجنة والنار ، والخير والشر ، فهو يخلُق ولا يُخلق ، وهو يُجير ولا يُجار عليه ، فينبغي ألا تكون العبادة إلا لله ، ومن أشرك بالله وعبد إلها آخر ، فإنه يستحق العذاب خالدا مخلدا في النار أبدا .
فالآية 50 : دعوة إلى الإيمان بالله ، والالتجاء إليه ، ومحبته وعبادته ، والتبتل إليه والفرار إلى طاعته ، والاستغناء به عن كل من عداه ، فمن وجد الله وجد كل شيء ، ومن فقد الله فقد كل شيء .
أما الآية 51 : فهي للنهي عن عبادة غيره معه ، وعن السجود للصنم أو الوثن ، أو الجن أو الملائكة ، أو الشمس أو القمر ، أو المال أو الجنس أو الهوى أو نحو ذلك ، وقد كان التعقيب واحدا على الآيتين ، أي إني لكم نذير مبين أخوفكم من البعد عن الله ، وإني لكم نذير مبين أخوفكم من الشرك بالله ، ونحو الآية قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } . ( الكهف : 110 ) .
ولما ثبت أنه لا ملجأ إلا إلى الله الواحد المنزه عن الزوج ، وذلك هو الله الذي له الكمال كله ، وكان ربما وقع في وهم{[61442]} أن في-{[61443]} الوجود من غير الزوجين المعروفين من نفزع إليه كما نفزع إلى وزير الملك وبوابه ونحو ذلك مما يوصل إليه ، قال محذراً من سطواته{[61444]} : { ولا تجعلوا } أي بأهوائكم { مع الله } وكرر الاسم الأعظم ولم يضمر تعييناً للمراد لأنه لم يشاركه في التسمية به أحد وتنبيهاً على ما له من صفات الكمال وتعميماً لوجوه المقاصد لئلا يظن ، وقيل " معه " إن المراد النهي عن الجعل{[61445]} من جهة الفرار لا من جهة غيرها { إلهاً } .
ولما كان المراد كمال البيان ، منع-{[61446]} مجاز التجريد منع تعنت من يطعن بتكثر الأسماء كما أشار إليه بقوله { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن } الآية بقوله : { آخر } ثم علل النهي مع التأكيد لطعنهم في نذارته فقال : { إني لكم منه } أي لا من غيره فإن غيره لا يقدر على شيء { نذير } أي محذر من الهلاك الأبدي بالعقوبة التي لا خلاص منها إن فعلتم ذلك { مبين * } أي لا أقول شيئاً من واضح النقل إلا ودليله ظاهر{[61447]} من صريح العقل .
قوله : { ولا تجعلوا مع الله إلاها آخر إني لكم منه نذير مبين } لا تشركوا بالله شيئا ولا تتخذوا من دونه آلهة أخرى فإني أحذركم بأس الله وبطشه أن ينزل بكم فإن عقابه أليم شديد{[4345]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.