الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولا تجعلوا مع الله إلها آخر} فإن فعلتم ف {إني لكم منه نذير} يعني من عذابه {مبين}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَلا تَجْعَلُوا مَعَ الله إلَها آخَرَ "يقول جل ثناؤه: ولا تجعلوا أيها الناس مع معبودكم الذي خلقكم معبودا آخر سواه، فإنه لا معبود تصلح له العبادة غيره.

"إنّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ" يقول: إني لكم أيها الناس نذير من عقابه على عبادتكم إلها غيره، "مبين" قد أبان لكم النذارة.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

الوجه في تكرار (إني لكم منه نذير مبين) هو أن الثاني منعقد بغير ما انعقد به الأول؛ إذ تقديره إني لكم منه نذير مبين في الامتناع من جعل إله آخر معه، وتقدير الأول: إني لكم منه نذير مبين في ترك الفرار إليه بطاعته فهو كقولك: أنذرك أن تكفر بالله، أنذرك أن تتعرض لسخط الله.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وكرّر قوله: {إِنّي لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل، كما أنّ العمل لا ينفع إلا مع الإيمان، وأنه لا يفوز عند الله إلا الجامع بينهما...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{ولا تجعلوا مع الله} الآية نهي عن عبادة الأصنام والشياطين وكل مدعو من دون الله، وفائدة تكرار قوله: {إني لكم منه نذير مبين} الإبلاغ وهز النفس وتحكيم التحذير وإعادة الألفاظ بعينها في هذه المعاني بليغة بقرينة شدة الصوت.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ولا تجعلوا} أي بأهوائكم {مع الله} وكرر الاسم الأعظم ولم يضمر تعييناً للمراد لأنه لم يشاركه في التسمية به أحد وتنبيهاً على ما له من صفات الكمال وتعميماً لوجوه المقاصد لئلا يظن، وقيل "معه " إن المراد النهي عن الجعل من جهة الفرار لا من جهة غيرها {إلهاً}. ولما كان المراد كمال البيان، منع- مجاز التجريد منع تعنت من يطعن بتكثر الأسماء كما أشار إليه بقوله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} الآية بقوله: {آخر} ثم علل النهي مع التأكيد لطعنهم في نذارته فقال: {إني لكم منه} أي لا من غيره فإن غيره لا يقدر على شيء {نذير} أي محذر من الهلاك الأبدي بالعقوبة التي لا خلاص منها إن فعلتم ذلك {مبين} أي لا أقول شيئاً من واضح النقل إلا ودليله ظاهر من صريح العقل.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

{وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ الله إلها آخَرَ} نهيٌ موجبٌ للفرارِ منْ سببِ العقابِ بعدَ الأمرِ بالفرارِ منْ نفسِه كمَا يشعرُ بهِ قولُه تعالَى: {إِنّي لَكُمْ منْهُ} أيْ منَ الجعلِ المنهيِّ عنْهُ {نَذِيرٌ مُّبِينٌ} فإنَّ تعلقَ كلمةِ منْ بالإنذارِ معَ كونِ صلتِه الباءَ بتضمينِه معنْى الإفرارِ يقالُ فَرَّ منْهُ أيْ هربَ وأفرَّه غيرُهُ كأنَّه قيلَ وفِرُّوا منْ أنْ تجعلُوا معَهُ تعالَى اعتقاداً أَو قولاً إلهاً آخر وفيهِ تأكيدٌ لما قبلَهُ منَ الأمرِ بالفرارِ من العقابِ إليهِ تعالَى لكنْ لا بطريقِ التكريرِ كمَا قيلَ بَلْ بالنهي عنْ سببهِ وإيجابِ الفرارِ منْهُ.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ولمزيد التأكيد، يستند القرآن إلى وحدانية العبادة لله الأحد فيقول: (ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر).

ويحتمل أنّ الآية السابقة تدعو إلى أصل الإيمان بالله! وهذه الآية تدعو إلى وحدانية ذاته المقدّسة فيكون تكرار جملة: «إنّي لكم منه نذير مبين» في المورد الأوّل على أنّه إنذار على ترك الإيمان بالله، وفي المورد الآخر إنذار على الشرك وعبادة الأصنام، وهكذا فإنّ كلّ جملة وإن تكرّرت تشير إلى موضوع مستقلّ!