السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

{ ولا تجعلوا } أي : بأهوائكم { مع الله } وكرر الاسم الأعظم ولم يضمر تعييناً للمراد ، لأنه لم يشاركه في التسمية به أحد وتنبيهاً على ماله من صفات الكمال وتعميماً لوجوه المقاصد لئلا يظنّ لو قيل معه إنّ المراد النهي على الجعل من جهة الفرار لا من جهة غيرها { إلهاً آخر } ثم علل النهي مع التأكيد بطعنهم في نذارته فقال { إني لكم منه } أي لا من غيره ، فإن غيره لا يقدر على شيء { نذير } أي : محذر من الهلاك الأبدي بالعقوبة التي لا خلاص معها إن فعلتم ذلك { مبين } أي : لا أقول شيئاً من واضح النقل إلا ودليله ظاهر .