البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

وكرر { إني لكم منه نذير مبين } ، عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك ، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل ، كما أن العمل لا ينفع إلا مع الإيمان ، وأنه لا يفوز عند الله إلا الجامع بينهما .

ألا ترى إلى قوله : { لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً } والمعنى : قل يا محمد ففروا إلى الله .

انتهى ، وهو على طريق الاعتزال .

وقد رددنا عليه في تفسير { لا ينفع نفساً إيمانها } في موضع هذه الآية .