اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

قوله : { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ الله إلها آخَرَ } إتماماً للتوحيد ، لأن التوحيد يباين{[52994]} التعطيل والتشريك ، لأن المُعَطِّل يقول : لا إله أصلاً والمشرك يقول بوجود إله آخر ، والموحِّد يقول : قول الاثنين باطل ، لأن نفي الواحد باطل والقول بالاثنين باطل ، فلما قال تعالى : { ففروا إِلَى الله } أثبت وجود الله ، فلما قال : { وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ الله إلها آخَرَ } نفى الأكثر من واحد فصح القول بالتوحيد بالآيتين .

ولهذا قال مرتين : { إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي في المقامين والموضِعَيْنِ{[52995]} .


[52994]:كذا في النسختين وفي الرازي: بين.
[52995]:بالمعنى من المرجع السابق 28/229.