الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

ثم قال : { ولا تجعلوا مع الله إلها آخر } [ 51 ] أي : لا تعبدوا إلها آخر ، إنما هو الله واحد ، إني لكم منه نذير مبين كالأول . فالأول تخويف من الله لمن عصاه من الموحدين ، والثاني تخويف لمن عبد معه{[65339]} غيره من المشركين ، " وكذلك " تمام عند أبي حاتم وأحمد ابن موسى{[65340]} وعند غيرهما " مبين " الثاني{[65341]} ، والكاف من " كذلك " إن وقفت عليها في موضع رفع ، أي : الأمر{[65342]}/ كذلك ، ومن ابتدأ بها ، فهي في موضع نصب .

أي : فعل قريش مثل فعل من كان قبلهم في قولهم للرسول ساحر أو مجنون{[65343]} ، والتقدير كما كذبت قريش محمدا{[65344]} كذلك كذبت الأمم من قبلها رسلهم ، وكما قالت في محمد قريش ، كذلك قالت الأمم ( قبلها ، كأنهم تواصوا على ذلك{[65345]} ) .


[65339]:ساقط من ع.
[65340]:هو أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر مجاهد، كبير العلماء بالقراءات في عصره، من أهل بغداد، وكان حسن الأدب، رقيق الخلق له كتاب: "القراءات الكبير" وكتاب "قراءة ابن كثير"، قرأ على قنبل المكي وعبد الله بن كثير، وروى عن الكسائي الصغير (ت 324 هـ) حسب غاية الزيارة. انظر: غاية النهاية 1/139.
[65341]:انظر: القطع 683، والمكتفى 538، والمقصد 81.
[65342]:ح: "لأمر".
[65343]:ع: "و".
[65344]:ع: "محمد".
[65345]:ح: "من قبلها رسلهم ذلك": وهو تحريف، انظر: إعراب النحاس 4/250.