تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (51)

47

51- { وَلاَ تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } .

ولا تعبدوا مع لله معبودا آخر ، لأن العبادة لا تكون إلا للخالق ، والله وحده خالق كلِّ شيء ، فالله هو الذي خلق كلَّ شيء في هذا الكون ، وهو الذي خلقنا ورزقنا ، وأمدَّنا بسائر النّعم ، وهو واهب الحياة ، ومسخّر الشمس والقمر ، والليل والنهار ، والظلام والنور ، وبيده الهدى والضلال ، والجنة والنار ، والخير والشر ، فهو يخلُق ولا يُخلق ، وهو يُجير ولا يُجار عليه ، فينبغي ألا تكون العبادة إلا لله ، ومن أشرك بالله وعبد إلها آخر ، فإنه يستحق العذاب خالدا مخلدا في النار أبدا .

فالآية 50 : دعوة إلى الإيمان بالله ، والالتجاء إليه ، ومحبته وعبادته ، والتبتل إليه والفرار إلى طاعته ، والاستغناء به عن كل من عداه ، فمن وجد الله وجد كل شيء ، ومن فقد الله فقد كل شيء .

أما الآية 51 : فهي للنهي عن عبادة غيره معه ، وعن السجود للصنم أو الوثن ، أو الجن أو الملائكة ، أو الشمس أو القمر ، أو المال أو الجنس أو الهوى أو نحو ذلك ، وقد كان التعقيب واحدا على الآيتين ، أي إني لكم نذير مبين أخوفكم من البعد عن الله ، وإني لكم نذير مبين أخوفكم من الشرك بالله ، ونحو الآية قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } . ( الكهف : 110 ) .