تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

المفردات :

تحدث أخبارها : ما كان فيها من أعمال العباد من خير أو شر .

بأن ربك أوحى لها : تحدث بالأخبار بوحي من الله بما تقول .

التفسير :

4 ، 5- يومئذ تحدّث أخبارها* بأن ربك أوحى لها .

يومئذ تشهد أحوال الأرض وهيئاتها بأن الله أمرها أن تفعل ذلك ، وهو أمر تكويني .

قال تعالى : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون . ( يس : 82 ) .

فالحديث الذي تحدّثه الأرض وتشهد به يتم بلسان الحال لا بلسان المقال ، كما يقول إنسان : هذه الدار تخبرني أنها قريبة العهد بسكنى أهلها فيها ، لما يشاهد من آثار ذلك .

وقيل : إن الأرض تشهد بلسان أو بكلام أو دلالة تفيد ما وقع عليها ، فتشهد الأرض على القاتل والزاني ، كما تشهد الأماكن والمساكن للعابد والمتصدّق والمعلّم ، والآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، أي كما تشهد الجوارح على الإنسان ، تشهد الأرض بما فعله الإنسان عليها .

أخرج الإمام أحمد ، والترمذي ، والنسائي –واللفظ له- عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : يومئذ تحدّث أخبارها . ثم قال : ( أتدرون ما أخبارها ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول : عمل كذا وكذا ، يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها )iii .

قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

وقال الطبري : إن هذا تمثيل ، والمراد أنها تنطق بلسان الحال لا بلسان المقال .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

{ أوحى لها } : ألهمها .

فهو الذي أرادها أن تهتزّ وتضطرِب وتدمّرِ كل شيء ، وهي منقادةٌ لأمره .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

{ بأن ربك أوحى لها } الباء سببية متعلقة بتحدث ، أي : تحدث بسبب أن الله أوحى لها ، ويحتمل أن يكون بأن الله أوحى لها بدلا من إخبارها ، وهذا كما تقول : حدثت كذا وحدثت بكذا ، والمعنى على هذا تحدث بحديث الوحي لها ، وهذا الوحي يحتمل أن يكون إلهاما أو كلاما بواسطة الملائكة ، ولها بمعنى إليها ، وقيل : معناه أوحى إلى الملائكة من أجلها وهذا بعيد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا} (5)

ولما كان من المقرر أنه لا يكون شيء إلا بإذنه تعالى ، وكان قد بنى الأفعال لما لم يسم فاعله ، فكان الجاهل ربما خفي عليه فاعل ذلك قال : { بأن } أي تحدث بسبب أن { ربك } أي المحسن إليك بإحقاق الحق وإزهاق الباطل لإعلاء شأنك { أوحى } وعدل عن حرف النهاية إيذاناً بالإسراع في الإيحاء فقال : { لها * } أي بالإذن في التحديث المذكور بالحال أو المقال .