تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

26

المفردات :

سدى : مهملا ، فلا يكلف بالشرائع ولا يجازى .

التفسير :

36- أيحسب الإنسان أن يترك سدى .

سدى . مهملا في الدنيا لا يكلّف بشرع ، مهملا في القبر لا يبعث ولا يحاسب .

أيظن الإنسان أن يتركه الله في الدنيا مهملا ، بدون أن يرسل إليه الرسل ، وينزل إليه الكتب ، ويبين له الحلال والحرام ، والتشريع وأخبار الأولين ، ومشاهد القيامة والبعث والحشر ، والصراط والميزان .

أو أن يهمله في قبره فلا يبعثه ليكافئ الصالحين ، ويعاقب الظالمين .

قال تعالى : إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى . ( طه : 15 ) .

وقال عز وشأنه : أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار . ( ص : 28 ) .

إذن لا بد من دار للثواب والعقاب ، والبعث والقيامة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

سدى : مهملا لا يسأل .

ثم أقام الله الدليل على البعث بقوله : { أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى } وهذا ليس عدلا ، إذ لا بد من حياة أخرى يجازى فيها كل إنسان بما فعل ، ولا بد من الجزاء على صالح الأعمال وسيئها ، وإلا تساوى المطيع والعاصي ، وذلك ليس عدلا ، وهذا لا يليق بالحكيم العادل ، الذي خلق هذا الكون المنتظم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

قوله تعالى : " أيحسب الإنسان " أي يظن ابن آدم " أن يترك سدى " أي أن يخلى مهملا ، فلا يؤمر ولا ينهى ، قاله ابن زيد ومجاهد ، ومنه إبل سدى : ترعى بلا راع .

وقيل : أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث . وقال الشاعر :

فأقسم بالله جهد اليمي *** ن ما ترك الله شيئا سدى

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

{ أيحسب الإنسان أن يترك سدى } هذا توبيخ ومعناه : أيظن أن يترك من غير بعث ولا حساب ولا جزاء ، فهو كقوله : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } [ المؤمنون : 115 ] ، والإنسان هنا جنس ، وقيل : نزلت في أبي جهل ولا يبعد أن يكون سببها خاصا ومعناها عام .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى} (36)

ولما كان هذا فعل من أعرض عن الله أصلاً فلم يخطر {[70341]}شيئاً من عظمته{[70342]} على باله ، فكان ظاناً أنه مهمل لا مالك له{[70343]} وأنه هو السيد لا عبودية عليه ، فلا يؤمر{[70344]} ولا ينهى ولا يعمل-{[70345]} إلا بمقتضى شهواته ، قال منكراً عليه معبراً بالحسبان الذي{[70346]} الحامل عليه نقص العقل : { أيحسب } أي أيجوز لقلة عقله { الإنسان } أي الذي هو عبد مربوب ضعيف عاجز محتاج بما يرى في نفسه وأبناء جنسه .

ولما كان الحامل على الجراءة مطلق الترك هملاً ، لا كون الترك من معين ، قال بانياً للمفعول : { أن يترك } أي يكون تركه بالكلية-{[70347]} { سدى * } أي مهملاً لاعباً لاهياً لا يكلف ولا يجازى ولا يعرض على الملك الأعظم الذي خلقه فيسأله عن شكره فيما أسدى إليه ، فإن ذلك منافٍ للحكمة ، فإنها تقتضي الأمر بالمحاسن والنهي عن المساوىء والجزاء على كل منهما ، وأكثر الظالمين والمظلومين يموتون من غير جزاء ، فاقتضت الحكمة ولا بد البعث للجزاء .


[70341]:من ظ و م، وفي الأصل: من عظمته شيء.
[70342]:من ظ و م، وفي الأصل: من عظمته شيء.
[70343]:من ظ و م، وفي الأصل: لك.
[70344]:من ظ و م، وفي الأصل: فلا يأمر.
[70345]:زيد من ظ و م.
[70346]:زيد في الأصل: هو، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70347]:زيد من ظ و م.