تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

15

المفردات :

إنه لقول رسول : جبريل عن الله ، وهو جواب القسم .

مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف .

مطاع : تطيعه ملائكة السماء .

ثم : هنالك .

أمين : على الوحي والرسالة .

التفسير :

19 ، 20 ، 21- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين .

إن القرآن الكريم كلام الله ، نقله جبريل عليه السلام ، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به ، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام ، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

كريم . في ذاته ، كريم على ربه سبحانه وتعالى .

ذي قوة عند ذي العرش مكين .

جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي ، أو إذا كلّف بشيء قام به ، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى ، ثم قلبها فجعل عليها سافلها .

ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى ، أي عند العظيم القدير .

مكين . هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى .

مطاع ثم أمين . مطاع في ملائكة السماء ، يصدرون عنه ، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه .

ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي ، تتّضح أهمية هذا الوحي ، وأيضا مكانة الإنسان عند الله ، حيث أرسل له الرسل ، وأنزل له الكتب ، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله ، وذلك من كرامة العبد على ربه .

وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم . . . ( الإسراء : 70 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

ثَمّ : بفتح الثاء ، هناك .

كما أنه مطاع بين الملائكة المقربين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

{ مُطَاعٍ ثَمَّ } أي : جبريل مطاع في الملأ الأعلى ، لديه{[1367]}  من الملائكة المقربين جنود ، نافذ فيهم أمره ، مطاع رأيه ، { أَمِينٍ } أي : ذو أمانة وقيام بما أمر به ، لا يزيد ولا ينقص ، ولا يتعدى ما حد له ، وهذا [ كله ] يدل على شرف القرآن عند الله تعالى ، فإنه بعث به هذا الملك الكريم ، الموصوف بتلك الصفات الكاملة . والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات ، وأشرف الرسائل .


[1367]:- في ب: لأنه.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ} (21)

ولما كان المتمكن في{[71942]} نفسه قد لا يكون له أعوان ، قال : { مطاع ثم } أي في الملأ{[71943]} الأعلى فهم عليهم السلام أطوع شيء له ، قال الحسن : فرض الله على أهل السماوات طاعة جبريل عليه الصلاة والسلام كما فرض على أهل الأرض طاعة محمد صلى الله عليه وسلم . ولما كان ذلك يقتضي الأمانة ، صرح بها فقال : { أمين * } أي بليغ{[71944]} الأمانة فهو مصدق القول مقبول الأمر موثوق به في أمر الرسالة وإفاضة العلوم على القلوب روحاني مطهر جوهراً وفعلاً وحالاً ، ومن كان بهذه الصفات{[71945]} العظيمة كان بحيث لا يأتي إلاّ في أمر مهم جداً لأن الملوك لا يرسلون خواصهم إلا-{[71946]} في مثل ذلك ، ولذلك ائتمنه الله تعالى على رسالته .


[71942]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[71943]:من م، وفي الأصل و ظ: ملا.
[71944]:من ظ و م، وفي الأصل: بالغ.
[71945]:من م، وفي الأصل و ظ: الصفة.
[71946]:زيد من ظ و م.