تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

20

المفردات :

لولوا الأدبار : لانهزموا وأعطوكم ظهورهم هربا منكم .

الولي : الحارس الحامي .

النصير : المعين والمساعد .

التفسير :

22- { ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا } .

أراد الله أن يحفظ مكة من الحرب يوم الحديبية لعدة أسباب ، وهنا يقول : لو اشتبك كفار مكة معكم في قتال يوم الحديبية ، لانهزموا مولين أدبارهم للمسلمين ، كناية عن الفرار والهرب خوفا من المسلمين ، ثم لا يجد الكفار وليا يساعدهم ويأخذ بأيديهم ، ولا نصيرا ينصرهم بقوة سلاحه وقوة جيشه ، لأنهم يحاربون دين الله ، والله غالب على أمره ، على حد قول القائل :

جاءت جهينة كي تحارب ربها *** وليغلبن مغالب الغلاب

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

ثم بين الله تعالى أنه لو قاتلكم أهل مكة ولم يصالحوكم في الحديبية لانهزموا

ولم يجدوا من ينصرهم أو يدافع عنهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

{ 22-23 } { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا }

هذه بشارة من الله لعباده المؤمنين ، بنصرهم على أعدائهم الكافرين ، وأنهم لو قابلوهم وقاتلوهم { لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا } يتولى أمرهم ، { وَلَا نَصِيرًا } ينصرهم ويعينهم على قتالكم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

قوله تعالى : " ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار " قال قتادة : يعني كفار قريش في الحديبية . وقيل : " ولو قاتلكم " غطفان وأسد والذين أرادوا نصرة أهل خيبر ، لكانت الدائرة عليهم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوَلَّوُاْ ٱلۡأَدۡبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (22)

قوله : { ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار } يخبر الله عباده المؤمنين من أهل بيعة الرضوان : أنه لو قاتلكم الكافرون لولوا على أدبارهم هاربين منهزمين { ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا } لا يجد هؤلاء الهاربون المنهزمون الذين ولوكم أدبارهم وأعجازهم {[4264]} وليا يواليهم ضدكم ولا نصيرا يؤيدهم أو يعينهم عليكم ، فإن الله معكم ولن يخذلكم .

ويستفاد من الآية أن الغلبة دائما للمسلمين الصادقين المتقين . وذلكم قضاء إلهي حكم الله فيه أن تكون الدائرة على الكافرين المعتدين ، الذين يعتدون على المسلمين الصالحين . فكلما تربص المجرمون بالمسلمين ظلما واضطغانا أو عزموا على النيل منهم وإيذائهم بالباطل والعدوان ، رد الله كيدهم في نحورهم وهيأ لهم من أسباب البطش والانتقام ما يدمر عليهم أو يدفع مكائدهم واعتداءاتهم ، إلا أن يكون المسلمون لاهين غافلين موغلين في النسيان واللهو وزينة الحياة الدنيا . أو مزقهم الانشقاق والخلافات ما بينهم فكانوا مفرقين أشتاتا . أولئك لا يجد الكافرون المعتدون ما يحول دون الانقضاض عليهم لتدميرهم والقضاء عليهم .


[4264]:أعجاز: جمع عجز، بضم الجيم، والعجز من كل شيء مؤخرة. والعجزة للمرأة. انظر المصباح المنير جـ 2 ص 42.