ضلال كبير : ضلال بعيد عن الحق والصواب .
9- قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير .
قال الكفار لزبانية جهنم : لقد أرسل الله إلينا رسولا ، ينذرنا هذا العذاب إن كفرنا ، لكننا كذبنا هذا الرسول ، واتهمناه بأنه كاذب في دعوى الرسالة ، وأن الله لم يرسله رسولا ، أو لم ينزل وحيا ، ولم يرسل رسلا ، فما أنت أيها المدعى للرسالة إلا ضالّ ، مجانف للحق ، بعيد عن الصواب ، مختلق تعيش في وهم كبير وكذبة عريضة .
{ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ } فجمعوا بين تكذيبهم الخاص ، والتكذيب العام بكل ما أنزل الله ، ولم يكفهم ذلك ، حتى أعلنوا بضلال الرسل المنذرين ، وهم الهداة المهتدون ، ولم يكتفوا بمجرد الضلال ، بل جعلوا ضلالهم ، ضلالًا كبيرًا ، فأي عناد وتكبر وظلم ، يشبه هذا ؟
{ قالوا بلى } ولما طابق هذا الجواب فتوقع السامع إيضاحه ، أفصحوا بما أفهمه ، وشرحوه تأسفاً على أنفسهم مما حل بهم وتحسراً ، فقالوا : { قد جاءنا } وأظهروا موضع الإضمار تأكيداً وتنصيصاً فقالوا{[66854]} : { نذير * } أي مخوف بليغ التحذير { فكذبنا } أي فتسبب عن مجيئه أننا أوقعنا التكذيب بكل ما قاله النذير { وقلنا } أي زيادة في التكذيب {[66855]}والنكاية له والعناد الذي حل شؤمه بنا{[66856]} : { ما نزل الله } أي الذي له الكمال كله ، عليكم ولا{[66857]} على غيركم ، ولعل التعبير بالتفعيل إشارة إلى إنكارهم الفعل بالاختيار الملازم للتدريج - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وأغرقنا في النفي فقلنا : { من شيء } لا وحياً ولا غيره ، وما كفانا هذا الفجور حتى قلنا مؤكدين : { إن } أي ما .
ولما كان تكذيبهم برسول واحد تكذيباً لجميع الرسل قالوا عناداً{[66858]} : { أنتم } أي أيها النذر المذكورون في " نذير " المراد به الجنس ، وفي خطاب الجمع إشارة أيضاً إلى أن جواب الكل للكل كان متحداً مع افتراقهم في الزمان ، حتى كأنهم كانوا على{[66859]} ميعاد { إلا في ضلال } أي بعد عن الطريق وخطأ وعمى محيط بكم { كبير * } فبالغنا في التكذيب والسفه بالاستجهال والاستخفاف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.