فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ} (9)

{ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير ( 9 ) }

أقر الكفار وهم يجيبون على سؤال الملائكة حراس النار ، بأن الله قد أرسل إليهم من ينذرهم ، ولم يكتفوا بقول { بلى } لكنهم ذكروا ما أتاهم تحسرا وندما على تفريطهم وإعراضهم ؛ وشهدوا على أنفسهم بالعناد والإلحاد ، حيث لم يصدقوا المنذرين ولم يطيعوهم ، بل هزئوا منهم وخونوهم .

تطاولوا على من أنذروهم غضب الله وعقابه ، ورموهم بالضلال البالغ الممعن في البعد عن الحق والصواب ! وهكذا وصفت ثمود رسول الله إليهم بالشؤم إذ قال لهم : { لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون . قالوا اطيرنا بك بمن معك . . }{[7374]} ؛ كما آذى فرعون نبي الله وكليمه موسى عليه السلام بما حكاه عنه القرآن : { . . إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد }{[7375]} .


[7374]:- سورة النمل. من الآية 46 والآية 47.
[7375]:- سورة غافر. من الآية 26.