تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ} (9)

الآية 9 [ وقوله تعالى ]{[21672]} : { قالوا بلى قد جاءنا نذير } وهذا هو إخبار عن نهاية أمرهم وآخر شأنهم ؛ وذلك أنهم فزعوا في الآخرة إلى اليمين بالكذب ، فقالوا : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] رجاء أن ينفعهم ذلك في الآخرة ، كما كانت تنفعهم في الدنيا ، فلما ألقوا فيها أيقنوا أن أيمانهم لا تدفع عنهم العذاب ، وفزعوا إلى الاعتراف والصدق رجاء أن يتخلصوا من العذاب ، فقالوا : { بلى قد جاءنا نذير } ينذرنا بلقاء هذا اليوم { فكذبنا } بالذي كان ينذرنا النذر { وقلنا ما نزل الله من شيء } مما ينذروننا به .

وقوله تعالى : { إن أنتم إلا في ضلال كبير } فجائز أن يكون القائل لهم بهذا هم الخزنة ، وهذا خطاب في الدنيا { إن أنتم إلا في ضلال كبير } .


[21672]:ساقطة من الأصل و م.