مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ} (9)

{ قَالُواْ بلى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ } اعتراف منهم بعدل الله ، وإقرار بأنه تعالى أزاح عللهم ببعث الرسل وإنذارهم ما وقعوا فيه ، { فَكَذَّبْنَا } أي فكذبناهم { وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ الله مِن شَىْءٍ } مما يقولون من وعد ووعيد وغير ذلك ، { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضلال كَبِيرٍ } أي قال الكفار للمنذرين : ما أنتم إلا في خطأ عظيم . فالنذير بمعنى الإنذار . ثم وصف به منذروهم لغلوهم في الإنذار كأنهم ليسوا إلا إنذاراً ، وجاز أن يكون هذا كلام الخزنة للكفار عن إرادة القول ، ومرادهم بالضلال الهلاك ، أو سموا جزاء الضلال باسمه كما سمي جزاء السيئة والاعتداء سيئة واعتداء ، ويسمى المشاكلة في علم البيان ، أو كلام الرسل لهم حكوه للخزنة ، أي قالوا لنا هذا فلم نقبله .