تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

40

المفردات :

لذة : ذات لذة .

التفسير :

46- { بيضاء لذة للشاربين } .

الخمر ببيضاء في لون بهي مشرق ، يشيع اللذة والسرور في نفوس الشاربين ، كأنها نفس اللذة والسعادة .

قال أبو نواس :

صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لو مسّها حجر مسته سراء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

" بيضاء " صفة للكأس . وقيل : للخمر . قال الحسن : خمر الجنة أشد بياضا من اللبن . وقيل : " بيضاء " أي لم يعتصرها الرجال بأقدامهم . " لذة للشاربين " " لذة " قال الزجاج : أي ذات لذة فحذف المضاف . وقيل : هو مصدر جعل اسما أي بيضاء لذيذة ، يقال شراب لذ ولذيذ ، مثل نبات غض وغضيض . فأما قول القائل{[13251]} :

ولذٍ كطعم الصَّرْخَدِيِّ تركتُهُ *** بأرض العِدَا من خشيةِ الحَدَثَانِ

فإنه يريد النوم .


[13251]:هو الراعي. ويروى: ولذ كطعم الصرخدي طرحته *** عشية خمس القوم والعين عاشقه والصرخد موضع ينسب إليه الشراب. أراد أنه لما دخل ديار أعدائه لم ينم حذارا لهم.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

ولما كان أول ما يختار في الشراب لونه ثم طعمه ، قال واصفاً ما في الكأس من الخمر استخداماً : { بيضاء } أي مشرقة صافية هي في غاية اللطافة تتلألأ نوراً ، وأعرق في وصفها بالطيب بجعلها تفسيراً للمعنى في قوله : { لذة للشاربين * } بما كانوا يتجرعون من كأسات الأحزان والأنكاد ، وأظهر موضع الإضمار تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف ، وجمع إشارة إلى أنهم لا يعلونها إلا كذلك بما فيه من مزيد اللذة .