تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (70)

65

70-{ إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين } .

أي : ما ينزل الوحي عليّ من السماء ، إلا بسبب أني رسول من عند الله أبلغكم دعوته ، وأحذركم عقابه وأقدم لكم هذا التحذير واضحا جليّا مبينّا ، وخص الإنذار بالذكر مع أنه صلى الله عليه وسلم مبشر ونذير ، لأنهم لما خالفوا رسالته ودعوته ولم يستجيبوا له ، كانوا أهلا لأن يكون لهم نذيرا مبينّا ، محذرا لهم من مخالفة الوحي ، مبينا وموضحا لهم عاقبة الإعراض عن هدى السماء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (70)

" إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين " أي إن يوحى إلي إلا الإنذار . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع " إلا إنما " بكسر الهمزة ؛ لأن الوحي قول ، كأنه قال : يقال لي إنما أنت نذير مبين ، ومن فتحها جعلها في موضع رفع ؛ لأنها اسم ما لم يسم فاعله . قال الفراء : كأنك قلت ما يوحى إلي إلا الإنذار . النحاس : ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى إلا لأنما . والله أعلم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (70)

ولما كانوا ربما قالوا في تعنتهم : فلعله مثل ما أوحي إليك بعلم ما لم تكن تعلم ، يوحي إليك بالقدرة على ما لم تكن تقدر عليه ، فتعجل لنا الموت ثم البعث لنرى ما أخبرتنا به من التخاصم مصوراً ، لعلناً نصدقك فيما أتيت به ، قال مجيباً لهم قاصراً للوحي على قصره على النذارة وهي إبلاغ ما أنزل إليه ، لا تعجيل شيء مما توعدوا به : { إن } أي ما { يوحى } أي في وقت من الأوقات ، وبناه للمفعول لأن ذلك كاف في تنبيههم على موضع الإشارة في أن دعواه إنما هي النبوة لا الإلهية { إليّ إلا } ولما كان الوحي قولاً قرأ أبو جعفر بكسر { إنما أنا نذير } أي قصري على النذارة لا أني أنجز ما يتوعد به الله ؛ فإنما مفعول يوحى القائم مقام الفاعل في القراءتين وإن اختلف التوجيهان فالتقدير على قراءة الجماعة بالفتح : إلا الإنذار أو إلا كوني نذيراً ، وعلى قراءة الكسر : إلا هذا القول وهو أني أقول لكم كذا { مبين * } أي لا أدع لبساً فيما ابلغه بوجه من الوجوه .