غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ} (70)

ثم صرح بما عليه مدار الوحي قائلاً { إن يوحى إليّ إلا أنما أنا نذير مبين } أي ما يوحى إليّ إلا هذا وهو إني نذير كامل في باب التبليغ ، ويؤيده قراءة كسر { إنما } . وقيل : إن الجار محذوف أي لم يوح إليّ إلا لأن أنذر ولا أقصر .

روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم " أتاني الليل آت من ربي وفي رواية ربي في أحسن صورة فقال لي : يا محمد . قلت : لبيك ربي وسعديك . قال : هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أعلم . قال : فوضع يده بين كتفيّ حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السموات وما في الأرض . قال : يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ، في الدرجات والكفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في السبرات المكروهات أي في البرد الشديد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، ومن حافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه " الحديث . قال : والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام .

واعلم أن أشراف قريش إنما نازعوا محمداً صلى الله عليه وسلم بسبب الحسد والكبر فختم الله تعالى السورة بذكر قصة آدم وما وقع فيه إبليس من الرجم واللعن حين حسد آدم واستكبر ليصير سماع القصة زاجراً للمكلفين عن هاتين الخصلتين .