تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

نعيم المتقين ، وتهديد المجرمين

{ إن المتقين في ظلال وعيون 41 وفواكه ممّا يشتهون 42 كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون 43 إنّا كذلك نجزي المحسنين 44 ويل يومئذ للمكذبين 45 كلوا وتمتّعوا قليلا إنكم مجرمون 46 ويل يومئذ للمكذبين 47 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون 48 ويل يومئذ للمكذبين 49 فبأي حديث بعده يؤمنون 50 }

المفردات :

ظلال : واحدها ظلّ ، وهو أعمّ من الفيء ، فإنه يقال : ظل الليل ، وظل الجنة ، ولكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ، ولا يقال فيء إلا لما زالت عنه الشمس ، ويعبر بالظلّ أيضا عن الرفاهية ، وعن العزّة .

عيون : أنهار .

41

التفسير :

41- إن المتقين في ظلال وعيون .

يتمتع المتقون بظلال الأشجار وظلال القصور ، فلا يصيبهم حرّ ولا قرّ ، ويمتعون بالعيون والأنهار ، ويتنعّمون في دار الخلد والكرامة ، بعكس الكافرين الذين هم في ظل ذي ثلاث شعب ، لا ظليل ولا يغني من اللهب .

وفي سورة يس يقول الله تعالى : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون* هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون* لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون . ( يس : 55-57 ) .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

قوله تعالى : " إن المتقين في ظلال وعيون " أخبر بما يصير إليه المتقون غدا ، والمراد بالظلال ظلال الأشجار وظلال القصور مكان الظل في الشعب الثلاث . وفي سورة يس " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون{[15730]} " [ يس : 56 ] .


[15730]:راجع جـ 15 ص 44.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

ولما كان الواقع بعد الفصل قرار كل في داره ، وكان-{[70953]} قد بدأ بالمكذبين لأن التحذير في السورة أعظم ففصلهم عن المصدقين فقال : انطلقوا - إلى آخره ، ثنى بأضدادهم الفريق الناجي المشار إليه في آخر الإنسان بقوله تعالى :{ يدخل من يشاء في رحمته }[ الإنسان : 31 ] فقال مؤكداً لأجل تكذيب الكفار بتلك الدار وبأن يكون المؤمنون أسعد منهم : { إن المتقين } أي الذين كانوا يجعلون بينهم وبين كل ما يغضب الله وقاية مما يرضيه لعراقتهم في هذا الوصف يوم القيامة { في ظلال } هي في الحقيقة الظلال لا-{[70954]} كما تقدم من ظل الدخان ، ولا يشبهها أعلى ظل في الدنيا ولا أحسنه{[70955]} إلا بالاسم ، ودل على-{[70956]} أنها على حقيقتها بقوله : { وعيون * } لأنها تكون عنها الرياض والأشجار الكبار{[70957]} كما دل على أن ذلك الظل المتشعب للتهكم بما ذكر بعده من أوصاف النار ، فهذه العيون تبرد الباطن{[70958]} وتنبت الأشجار المظلة كما أن اللهب يحرّ{[70959]} الظاهر والباطن ويهلك ما قرب منه من شجر و{[70960]}غيره فلا يبقى ولا يذر .


[70953]:زيد من ظ و م.
[70954]:زيد من ظ و م.
[70955]:من ظ و م، وفي الأصل: حسنه.
[70956]:زيد من م.
[70957]:زيد من ظ و م.
[70958]:من ظ و م، وفي الأصل: الباطل.
[70959]:من ظ و م، وفي الأصل: يحرق.
[70960]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.