تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

62

المفردات :

الشوب : الخلط ، قال الفراء ، شاب طعامه وشرابه ، إذا خلطهما بشيء يشوبهما .

التفسير :

67- { ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم } .

الشوب : الخلط ، حميم . شراب مخلوط بماء شديد الحرارة ، يُقطِّع الأحشاء .

قال تعالى : { وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم } . [ محمد 15 ] .

والمعنى :

أنهم بعد الأكل من الزقوم امتلأت بطونهم ، فيستغيثون منه ، فيغاثون بشراب مزج بالحميم ، قد انتهى حرّه ، فإذا أدنوه من أفواههم شوي لحوم وجوههم ، وإذا شربوه قطّع أمعاءهم ، نعوذ بالله من حال أهل النار .

قال تعالى : { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا } . [ الكهف : 29 ] .

فأكلهم عذاب ، وشرابهم لهيب ، وإقامتهم الدائمة في جهنم ، وبئس المصير .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ} (67)

" ثم إن لهم عليها " أي بعد الأكل من الشجرة " لشوبا من حميم " الشوب الخلط ، والشب والشوب لغتان كالفَقر والفُقر والفتح أشهر . قال الفراء : شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشيء يشوبهما شوبا وشيابة . فأخبر أنه يشاب لهم . والحميم : الماء الحار ليكون أشنع . قال الله تعالى : " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " [ محمد : 15 ] . السدي : يشاب لهم الحميم بغساق أعينهم وصديد من قيحهم ودمائهم . وقيل : يمزج لهم الزقوم بالحميم ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم ؛ تغليظا لعذابهم وتجديدا لبلائهم .