كلا : ردع للإنسان عما قاله في الحالين ، فليس الغنى إكراما من الله للغنى ، وليس الفقر إهانة للفقير ، فالله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ، ويفقر من يحب ومن لا يحب ، ولكن الغنى ليشكر الغنيّ ، والفقر ليصبر ويحتسب الفقير .
درع وزجر عن ظن صاحب النعمة أن ذلك لكرامته عند ربه ، وردع وزجر لمن اختبر بالفقر او الكوارث أن ذلك لمهانته ، بل ذلك لمحض القضاء والقدر ، ولحكمة إلهية عليا .
ومعنى كلاّ : ارتدعوا عن هذا الفهم ، فلله حكمة عليا فوق فهمكم .
ومن الدليل على القضاء وحكمه *** بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
بل أنتم لسوء تصرفكم تتهبون مال اليتيم ، وتذلّونه وهو جدير بالبر والإحسان ، لأنه فقد الأب الذي يرعاه ويكرمه ، فصار الوصيّ مطالبا بإكرامه .
روى البخاري ، ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ) ، وقرن بين أبعيه الوسطى والتي تلي الإبهامix .
وروى ابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيوت المسمين بيت فيه يتيم يساء إليه )x .
قوله تعالى : " كلا " ردّ ، أي ليس الأمر كما يُظَنَّ ، فليس الغنى لفضله ، ولا الفقر لهوانه ، وإنما الفقر والغنى من تقديري وقضائي . وقال الفراء : " كلا " في هذا الموضع بمعنى لم يكن ينبغي للعبد أن يكون هكذا ، ولكن يحمد اللّه عز وجل على الغنى والفقر . وفي الحديث : ( يقول اللّه عز وجل : كلا إني لا أكرم من أكرمت بكثرة الدنيا ، ولا أهين من أهنت بقلتها ، إنما أكرم من أكرمت بطاعتي ، وأهين من أهنت بمعصيتي ) . " بل لا تكرمون اليتيم " إخبار عن ما كانوا يصنعونه من منع اليتيم الميراث ، وأكل ماله إسرافا وبدارا أن يكبروا . وقرأ أبو عمرو ويعقوب " يكرمون " ، و " يحضون " و " يأكلون " ، و " يحبون " بالياء ، لأنه تقدم ذكر الإنسان ، والمراد به الجنس ، فعبر عنه بلفظ الجمع . الباقون بالتاء في الأربعة ، على الخطاب والمواجهة ، كأنه قال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا . وترك إكرام اليتيم بدفعه عن حقه ، وأكل ماله كما ذكرنا . قال مقاتل : نزلت في قدامة بن مظعون وكان يتيما في حجر أمية بن خلف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.