تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

23

المفردات :

لا تختصموا لدي : لا يجادل بعضكم بعضا عندي .

بالوعيد : على الطغيان في دار الدنيا ، في كتبي ، وعلى ألسنة رسلي .

ما يبدل القول لدي : لا يقع فيه الخلف والتغيير ، فلا تطمعوا أن أبدل وعيدي .

التفسير :

28- { قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليك بالوعيد } .

قال الله تعالى للكافر وقرينه : لا تتخاصموا ولا تتجادلوا عندي وأمامي ، فكل واحد منكما يريد أن يلقي بالتبعة على الآخر ، لقد قدمت إليكم بالوعيد والإنذار بالعذاب للمخالفين على ألسنة رسلي ، وفي ثنايا كتبي ورسالاتي ، وقامت عليكم الحجج والبراهين ، والمراد : إن اعتذاركم الآن غير نافع .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

قال الله تعالى مجيبًا لاختصامهم : { لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } أي : لا فائدة في اختصامكم{[833]}  عندي ، { و } الحال أني قد { قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ } أي : جاءتكم رسلي بالآيات البينات ، والحجج الواضحات ، والبراهين الساطعات ، فقامت عليكم حجتي ، وانقطعت حجتكم ، وقدمتم علي بما أسلفتم من الأعمال التي وجب جزاؤها .


[833]:- كذا في ب، وفي أ: خصامكم.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

قوله تعالى : { قال } يعني يقول الله { لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد } القرآن وأنذرتكم وحذرتكم على لسان الرسول ، وقضيت عليكم ما أنا قاض .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال} الله تعالى لابن آدم وشيطانه الذي أغواه: {لا تختصموا لدي} يعني عندي {وقد قدمت إليكم بالوعيد} يقول: قد أخبرتكم في الدنيا بعذابي في الآخرة...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ "يقول تعالى ذكره: قال الله لهؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم، وصفة قرنائهم من الشياطين "لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ" اليوم "وَقَدْ قَدّمْتُ إلَيْكُمْ" في الدنيا قبل اختصامكم هذا، "بالوعيد" لمن كفر بي، وعصاني، وخالف أمري ونهي في كتبي، وعلى ألسن رسلي... عن ابن عباس، في قوله: "لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ" قال: إنهم اعتذروا بغير عذر، فأبطل الله حجتهم، وردّ عليهم قولهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي قدّمت إليكم من الوعيد في الدنيا، فما انقطعت خصوماتكم هذه، أي بيّنتُ في الدنيا ما يلحق بمن ضل بنفسه ومن ضل بغيره...

كان هؤلاء الكفرة يطلبون وجه الاعتذار بما لا عُذر لهم. فلذلك يقول لهم: {لا تختصموا لديّ وقد قدّمت إليكم بالوعيد} أي أرسلت إليكم الرسل، معهم الكتب، وفيها الوعيد. فلم تقبلوا ذلك كله...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

والمعنى: لا تختصموا في دار الجزاء وموقف الحساب، فلا فائدة في اختصامكم ولا طائل تحته، وقد أوعدتكم بعذابي على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي، فما تركت لكم حجة عليَّ، ثم قال: لا تطمعوا أن أبدل قولي ووعيدي فأعفيكم عما أوعدتكم به.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{لا تختصموا لدي} يفيد مفهومه أن الاختصام كان ينبغي أن يكون قبل الحضور والوقوف بين يدي...

{وقد قدمت إليكم بالوعيد}. تقرير للمنع من الاختصام وبيان لعدم فائدته، كأنه يقول قد قلت إنكم إذا اتبعتم الشيطان تدخلون النار وقد اتبعتموه،...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{لا تختصموا} أي لا توقعوا الخصومة بهذا الجد والاجتهاد {لديَّ} أي في دار الجزاء بهذه الحضرة التي هي فوق ما كنتم تدركونه من الأخبار عنها بكثير... {وقد} أي والحال أنه قد {قدمت} أي تقدمت، أي أمرت وأوصيت قبل هذا الوقت موصلاً ومنهياً {إليكم} أي كل ما ينبغي تقديمه حتى لم يبق لبس ولا تركت لأحد حجة بوجه، وجعلت ذلك رفقاً بكم ملتبساً {بالوعيد} أي التهديد وهو التخويف العظيم على جميع ما ارتكبتموه من الكفران والعدوان في الوقت الذي كانت فيه هذه- الحضرة التي هي غيب الغيب ومستورة بستائر الكبرياء والعظمة وبل كان ما دونها من الغيب مستوراً، فكان الإيمان به نافعاً...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا حكاية كلام يصدر يومئذٍ من جانب الله تعالى للفريقين الذي اتَّبعوا والذين اتُّبعوا، فالضمير عائد على غير مذكور في الكلام يدل عليه قوله: {فكشفنا عنكَ غطاءك} [ق: 22].

وعدم عطف فعل {قال} على ما قبله لوقوعه في معرض المقاولة، والتعبير بصيغة الماضي لتحقق وقوعه فقد صارت المقاولة بين ثلاثةِ جوانب.

والاختصام: المخاصمة وهو مصدر بصيغة الافتعال التي الأصل فيها أنها لمطاوعة بعض الأفعال فاستعملت للتفاعل...

والنهي عن المخاصمة بينهم يقتضي أن النفوس الكافرة ادعت أن قرناءها أطْغَوْها، وأن القرناء تنصلوا من ذلك وأن النفوس أعادت رَمي قرنائها بذلك فصار خصاماً فلذلك قال الله تعالى: {لا تختصموا لدى} وطوي ذكره لدلالة {لا تختصموا} عليه إيثارا لحق الإيجاز في الكلام. والنهي عن الاختصام بعد وقوعه بتأويل النهي عن الدوام عليه، أي كفوا عن الخصام.

ومعنى النهي أن الخصام في ذلك لا جدوى له لأن استواء الفريقين في الكفر كاففٍ في مؤاخذة كليهما على السواء كما قال تعالى: {قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38]، وذلك كناية عن أن حكم الله عليهم قد تقرر فلا يفيدهم التخاصم لإلقاء التبعة على أحد الفريقين.

ووجه استوائهما في العذاب أن الداعي إلى إضلاله قائم بما اشتهته نفسه من ترويج الباطل دون نظر في الدلائل الوازعة عنه وأن متلقّي الباطل ممن دعاه إليه قائم بما اشتهته نفسه من الطاعة لأيمة الضلال فاستويا في الداعي وترتُّب أثره.

والواو في {وقد قدمت} واو الحال. والجملة حال من ضمير {تختصموا} وهي حال معللة للنهي عن الاختصام.

والمعنى: لا تطمعوا في أنّ تدافعكم في إلقاء التَبعة ينجيكم من العقاب بعد حال إنذاركم بالوعيد من وقت حياتكم فما اكترثتم بالوعيد فلا تلوموا إلا أنفسكم لأن من أنذر فقد أعذر.

فقوله: {وقد قدمت إليكم بالوعيد} كناية عن عدم الانتفاع بالخصام كون العقاب عدلاً من الله. والباء في {بالوعيد} مزيدة للتأكيد كقوله: {وامسحوا برؤوسكم} [المائدة: 6]. والمعنى: وقد قدمت إليكم الوعيد قبل اليوم.

والتقديم: جَعْل الشيء قدام غيره. المراد به هنا: كونه سابقاً على المؤاخذة بالشرك لأن الله توعدهم بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

{ لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد } حذرتكم العقوبة في الدنيا على لسان الرسل

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

" قال لا تختصموا لدي " يعني الكافرين وقرناءهم من الشياطين . قال القشيري : وهذا يدل على أن القرين الشيطان . " وقد قدمت إليكم بالوعيد " أي أرسلت الرسل . وقيل : هذا خطاب لكل من اختصم . وقيل : هو للاثنين وجاء بلفظ الجمع .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

ولما كان كأنه قيل : بم يجاب عن هذا ؟ وهل يقبل منه ؟ قيل : لا { قال } أي الملك المحيط علماً وقدرة الذي حكم عليهم في الأزل : { لا تختصموا } أي لا توقعوا الخصومة بهذا الجد والاجتهاد { لديَّ } أي في دار الجزاء بهذه الحضرة التي هي فوق ما كنتم تدركونه من الأخبار عنها بكثير ، وأعجب بما يدرك حق الإدراك ، فقد أتم انكشاف ما كان يستغربه الخاصة بل خاصة الخاصة ، ففات بانكشافها نفع إيمان جديد { وقد } أي والحال أنه قد { قدمت } أي تقدمت ، أي أمرت وأوصيت قبل هذا الوقت موصلاً ومنهياً { إليكم } أي كل ما ينبغي تقديمه حتى لم يبق لبس ولا تركت لأحد حجة بوجه ، وجعلت ذلك رفقاً بكم ملتبساً{[61213]} { بالوعيد * } أي التهديد وهو التخويف العظيم على جميع ما ارتكبتموه من الكفران والعدوان في الوقت الذي كانت فيه هذه-{[61214]} الحضرة التي هي غيب الغيب ومستورة بستائر الكبرياء والعظمة وبل كان ما دونها من الغيب مستوراً ، فكان الإيمان به نافعاً .


[61213]:من مد، وفي الأصل: مكتسبا
[61214]:زيد من مد.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

{ قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد }

{ قال } تعالى { لا تختصموا لديَّ } أي ما ينفع الخصام هنا { وقد قدمت إليكم } في الدنيا { بالوعيد } بالعذاب في الآخرة لو لم تؤمنوا ولا بد منه .