تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

45

49-{ هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب } .

هذه الآيات التي ذكرنا فيها هؤلاء الرسل الكرام ذكر وشرف ، وتخليد لذكرى هؤلاء الرسل أو المجاهدين في الدنيا .

قال ابن عباس : هذا ذكر من مضى من الأنبياء .

{ وإن للمتقين لحسن مآب } .

وإن الله أعطى المتقين الذكر الحسن في الدنيا ، ولهم في الآخرة حسن المآب والمرجع في الجنة إن شاء الله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

{ هَذَا } أي : ذكر هؤلاء الأنبياء الصفوة وذكر أوصافهم ، { ذكر } في هذا القرآن ذي الذكر ، يتذكر بأحوالهم المتذكرون ، ويشتاق إلى الاقتداء بأوصافهم الحميدة المقتدون ، ويعرف ما منَّ اللّه عليهم به من الأوصاف الزكية ، وما نشر لهم من الثناء بين البرية .

فهذا نوع من أنواع الذكر ، وهو ذكر أهل الخير ، ومن أنواع الذكر ، ذزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ }

أي : { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } ربهم ، بامتثال الأوامر واجتناب النواهي ، من كل مؤمن ومؤمنة ، { لَحُسْنَ مَآبٍ } أي : لمآبا حسنا ، ومرجعا مستحسنا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

لما أتم سبحانه ما أراد من ذكر هؤلاء الأصفياء عليهم السلام الذين عافاهم بصبرهم وعافى من دعوهم ، فجعلهم سبحانه سبب الفلاح ولم يجعلهم سبباً للهلاك ، قال مؤكداً لشرفهم وشرف ما ذكروا به ، حاثاً على إدامة تذكره وتأمله وتدبره للعمل به ، مبيناً ما لهم في الآخرة على ما ذكر من أعمالهم وما لمن نكب عن طريقهم على سبيل التفصيل : { هذا } أي ما تلوناه عليك من أمورهم وأمور غيرهم { ذكر } أي شرف في الدنيا وموعظة من ذكر القرآن ذي الذكر ، ثم عطف على قوله { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد } ما لأضدادهم ، فقال مؤكداً رداً على من ينكر ذلك من كفار العرب وغيرهم : { وإن } ويجوز - وهو أحسن - أن يكون معطوفاً على " هذا " وتقديره : هذا ذكر للصابرين .

ولما أداهم إليه صبرهم في الدنيا وأن لهم على ما وهبناهم من الأعمال الصالحة التي مجمعها الصبر لمرجعاً حسناً ، ولكنه أظهر الوصف الذي أداهم إلى هذا المآب تعميماً لكل من اقتدى بهم حثاً على الاقتداء فقال : { للمتقين } أي جميع العريقين في وصف التقوى الذين يلزمون لتقواهم الصراط المستقيم { لحسن مآب * } أي مصير ومرجع