تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

المفردات :

وما نقموا منهم : وما عابوا عليهم ، وما أنكروا منهم ، وما كرهوا منهم .

التفسير :

8- وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .

ما كان لهؤلاء المؤمنين ذنب أو عيب ، أو جريمة تستحق العقاب ، سوى إيمانهم بالله القوي الغالب ، المحمود على جميع أفعاله .

فالمؤاخذة أو العقاب سببه الإيمان بالله الذي يستحق الإيمان والحمد ، وهذا من باب تأكيد المدح بما يشبه الذمّ ، مثل قول الشاعر :

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

وتنتهي قصة أصحاب الأخدود عند هذا الحد من الآيات ، لكن المعاني التي ترشد إليها لا تنتهي إلى قيام الساعة ، ذلك أنها تفيد أن هناك صراعا بين الباطل والحق ، فالباطل هنا يملك القوة والأخدود والنار والمشاهدة والاستعلاء والجبروت . أما المؤمنون فكانوا يملكون الثبات واليقين ورجاء ما عند الله ، وقد صمدوا وصبروا وقتلوا ، وثبتوا على إيمانهم .

لكن الدنيا لها نهاية ، والآخرة دار الجزاء العادل ، وسيلقى أهل الباطل والكفر جزاءهم ، وسيلقى أهل الإيمان والثبات على الحق جزاءهم ، والأعمال بالخواتيم .

قال تعالى : بل تؤثرون الحياة الدنيا* والآخرة خير وأبقى . ( الأعلى : 16 ، 17 ) .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

{ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } أي ما أنكروا عليهم ذنبا الا ايمانهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

قوله تعالى : " وما نقموا منهم " وقرأ أبو حيوة " نقموا " بالكسر ، والفصيح هو الفتح ، وقد مضى في " التوبة " القول{[15906]} فيه : أي ما نقم الملك وأصحابه من الذين حرقهم . " إلا أن يؤمنوا " أي إلا أن يصدقوا . " بالله العزيز " أي الغالب المنيع . " الحميد " أي المحمود في كل حال .


[15906]:راجع جـ 8 ص 207.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (8)

قوله : { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } يعني ما أنكروا عليهم ولا عذبوهم إلا بسبب إيمانهم بالله الغالب القاهر المحمود في كل الأحوال .