تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

23

24 - يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

أي : لهم عذاب عظيم في يوم يظهر فيه الحق ، وتشهد الجوارح بما ارتكبت من قول أو فعل ، إذ ينطقها الله بقدرته ، فتخبر كل جارحة بما صدر منها من أفاعيل صاحبها .

ونحو الآية قوله تعالى : وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ . . . ( فصلت : 21 ) .

روى مسلم ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، عن أنس بن مالك قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ( أتدرون مم أضحك ) ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : ( من مجادلة العبد ربه يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : بلى . فيقول : لا أجيز علي شاهدا إلا من نفسي ، فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا ، وبالكرام عليك شهودا ، فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي ، فتنطق بعمله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام ، فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل )96 .

وقال قتادة :

ابن آدم ، والله ، إن عليك لشهودا غير متهمة من بدنك ؛ فراقبهم ، واتق الله في سرك وعلانيتك ، فإنه لا يخفى عليه خافية ، الظلمة عنده ضوء ، والسر عنده علانية ، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ، ولا قوة إلا بالله .