اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

قوله : «يَوْمَ تَشْهَدُ » ، ناصبه الاستقرار الذي تعلق به «لَهُمْ » {[34341]} .

وقيل{[34342]} : بل ناصبه «عَذَابٌ »{[34343]} . ورد بأنه مصدر موصوف{[34344]} .

وأجيب بأن الظرف يُتَّسَعُ فيه ما لا يُتَّسَع في غيره .

وقرأ الأخوان : «يَشْهَدُ » بالياء من تحت ، لأن التأنيث مجازي ، وقد وقع الفصل والباقون : بالتاء مراعاة للفظ{[34345]} .

قوله : «يَوْمَئِذٍ » : التنوين في «إذْ » عِوَضٌ من الجملة تقديره : يَوْمئذ تَشْهَدُ ، وقد تقدم خلاف الأخفش فيه{[34346]} .

وقرأ زيد بن علي «يُوفِيهِمْ » مخففاً{[34347]} من «أَوْفَى » .

وقرأ العامة بنصب «الحَقِّ » نعتاً ل «دِينَهُمْ »{[34348]} .

وأبو حَيْوَة وأبو رَوْق{[34349]} ومجاهد - وهي قراءة ابن مسعود - برفعه نعتاً لله تعالى{[34350]} .

فصل

قوله{[34351]} { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ } .

قال المفسرون : هذا قبل أن يختم على أفواههم وأيديهم وأرجلهم .

يروى أنه يختم على الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا .


[34341]:انظر التبيان 2/968، البحر المحيط 6/440.
[34342]:وقيل: سقط من الأصل.
[34343]:قال الحوفي. البرهان في علوم القرآن 6/223، البحر المحيط 6/440.
[34344]:انظر التبيان 2/968، البحر المحيط 6/440.
[34345]:السبعة (454)، الحجة لابن خالويه (260 – 261)، الكشف 2/135 – 136، النشر 2/331، الإتحاف (324).
[34346]:انظر شرح التصريح 1/34-35.
[34347]:البحر المحيط 6/441.
[34348]:انظر تفسير ابن عطية 10/473، التبيان 2/968، البحر المحيط 6/441.
[34349]:في النسختين: ورق. وهو تحريف.
[34350]:ويجوز الفصل بالمفعول بين الموصوف وصفته، وجاز وصفه تعالى بـ (الحق) لما في ذلك من المبالغة، حتى كأنه يجعله هو هو على المبالغة. انظر المختصر (101)، المحتسب 2/107، تفسير ابن عطية 1/473 – 474، التبيان 2/968، البحر المحيط 6/441.
[34351]:قوله: سقط من الأصل.