فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وجملة { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ } مقررة لما قبلها ، مبينة لحلول وقت ذلك العذاب بهم ، وتعيين اليوم لزيادة التهويل بما فيه من العذاب ، الذي لا يحيط به وصف ، قرئ تشهد بالفوقية ، وبالتحتية ، وهما سبعيتان ، والمعنى تشهد ألسنة بعضهم على بعض في ذلك اليوم ، وقيل تشهد عليهم ألسنتهم في ذلك اليوم بما تكلموا به .

{ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : بما عملوا في الدنيا من قول أو فعل ، وأن الله سبحانه ينطقها بالشهادة عليهم ، والمشهود به محذوف . وهو ذنوبهم التي اقترفوها ، أي تشهد هذه عليهم بذنوبهم التي اقترفوها ومعاصيهم التي عملوها .

أخرج الطبراني ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم ، فيقال احلفوا فيحلفون . ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ، ثم يدخلهم النار " ، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق جماعة من الصحابة ما يتضمن شهادة الجوارح على العصاة .