تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (79)

منافع الأنعام

{ الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون 79 ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون 80 ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون 81 }

المفردات :

الأنعام : الإبل والبقر والغنم والمعز .

79

التفسير :

79-{ الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون } .

يطلق بعض المفسرين الأنعام على الإبل وحدها ، ففيها منافع متعددة للركوب والأكل والاستفادة بأوبارها ، وحمل الأثقال عليها ، حتى قالوا : ( الجمل سفينة الصحراء ) ، وقد خلق الله الجمل حمولا صبورا ، يتحمل الجوع والعطش والمشي على الرمال في الصحراء .

وذكر بعض المفسرين أن الأنعام تطلق على الإبل والبقر والغنم والمعز ، وقد امتن الله بها علينا في الآيات من 142-144 من سورة الأنعام .

حيث قال تعالى : { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين . . . } ( الأنعام : 143 ) .

وقال سبحانه : { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين . . . } ( الأنعام : 144 ) .

وقريب من ذلك ما ورد في قوله تعالى : { والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم } . ( النحل : 5-7 ) .

لقد كانت هذه الإبل هي الوسيلة الوحيدة في ذلك الوقت للانتقال من مفاوز الصحراء ، ولا تزال بعض الطرق الضيقة إلى الآن وكذلك المفاوز الرملية ، والمعابر الجبلية وأشباهها ، تعتمد على بعض الحيوانات في ارتيادها .

وقد أشار القرآن إلى استخدام الآلة في السير وفي غيره ، وذلك في قوله تعالى : { والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون } . ( النحل : 8 )

عود إلى التفسير :

{ الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون } .

لقد سخر الله لكم الأنعام بجميع أصنافها ، حتى تستفيدوا بركوب بعضها ، والكل من بعضها ، فالإبل تُؤكل وتُركب ويُشرب لبنها ، وتُحمل عليها الأمتعة ، والبقر تؤكل ويشرب لبنها وينتفع بها في الحرث والسقي ، والغنم تؤكل ويشرب لبنها ، والجميع تتناسل وتجز أصوافها وأشعارها وأوبارها ، ويستفاد بذلك في الأثاث والثياب والأمتعة .