البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (79)

ثم ذكر تعالى آيات اعتبار وتعداد نِعم فقال : { الله الذي جعل لكم الأنعام } ، وهي ثمانية الأزواج ، ويضعف قول من أدرج فيها الخيل والبغال والحمير وغير ذلك مما ينتفع به من البهائم ، وقول من خصها بالإبل وهو الزجاج .

{ لتركبوا منها } : وهي الإبل ، إذ لم يعهد ركوب غيرها .

{ ومنها تأكلون } : عام في ثمانية الأزواج ، ومن الأولى للتبعيض .

وقال ابن عطية : ومن الثانية لبيان الجنس ، لأن الجمل منها يؤكل .

انتهى ، ولا يظهر كونها لبيان الجنس ، ويجوز أن تكون فيه للتبعيض ولابتداء الغاية .

ولما كان الركوب منها هو أعظم منفعة ، إذ فيه منفعة الأكل والركوب .