فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (79)

ثم امتن الله سبحانه على عباده بنوع من أنواع نعمه التي لا تحصى فقال : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ } أي خلقها لأجلكم ، قال الزجاج : الأنعام هنا الإبل خاصة ، وقيل : الأزواج الثمانية ، والأول هو الظاهر لأنها هي التي توجد فيها المنافع الآتية كلها ، وقوله : { لِتَرْكَبُوا مِنْهَا } تفصيل لهذا الإجمال ، ومن للتبعيض ، وكذلك في قوله :

{ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } أو لابتداء الغاية في الموضعين ومعناها ابتداء الركوب ، وابتداء الأكل ، والأول أولى . والمعنى لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها .