تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (18)

14

التفسير :

18- { إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون } .

الله سبحانه وتعالى عليم بما ظهر وما غاب ، في جميع أنحاء السماوات والأرض ، ومن جملة ذلك ما يستره كل إنسان في نفسه ، والآية تأكيد وتكرير لسعة علم الله ، سعة ترتجف أمامها قلوب المؤمنين ، ليقينهم بأنه سبحانه مطلع على كل حركة أو سكون ، فأولى بهم أن يطلعوه على خير في قلوبهم .

قال تعالى : { وما تفعلوا من خير يعلمه الله . . . } ( البقرة : 197 ) .

ختام السورة:

خلاصة ما تضمنته سورة الحجرات

آداب سورة الحجرات يمكن تقسيمها إلى قسمين :

قسم منها أدب بين المسلمين ونبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو :

1- ألا يقضي المؤمنون في أمر قبل أن يقضي الله ورسوله فيه ، وألا يسبقوا برأيهم أو اجتهادهم ما فرضه الله ، أو ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- الهيبة والإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألا تتجاوز أصواتهم صوته .

3- ألا يخاطبوه باسمه وكنيته كما يخاطب بعضهم بعضا ، بل عليهم أن يخاطبوه بالنبي والرسول .

4- الذين يخفضون أصواتهم عند رسول الله هم المتقون الذين أخلصهم الله لتقواه وطاعته .

5- الذين نادوه من وراء الحجرات وقت القيلولة فيهم جلافة وسوء أدب ، ولو صبروا إلى وقت خروجه لصلاة العصر لكان خيرا لهم .

6- ذم المن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان .

والقسم الثاني يخص الأمة الإسلامية ، وهو إما ترك للرذائل ، وإما تحلية بالفضائل ، ويتمثل فيما يأتي :

1- ألا نسمع كلام الفاسق حتى نتثبت منه وتظهر الحقيقة .

2- إذا بغت إحدى طائفتين من المؤمنين على أخرى وجب قتال الباغية ، حتى تفيء إلى أمر الله .

3- حبب الله الصلح بين المؤمنين .

4- النهي عن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب .

5- النهي عن ظن السوء بالمسلم ، وعن تتبع العورات المستورة ، وعن الغيبة والنميمة .

6- الناس جميعا سواسية ، مخلوقون من ذكر وأنثى ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى31 .

1 في ظلال القرآن ، للأستاذ سيد قطب ( 26/ 125 ) .

22 بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزبادي 1/ 436 .

3 الحمد لله الذي وفق :

رواه أبو داود في الأقضية ( 3592 ) ، والترمذي في الأحكام ( 1372 ) ، والدارمي في المقدمة ( 168 ) ، وأحمد في مسنده ( 21502 ، 21556 ، 21595 ) ، عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن ، قال : ( كيف تقضي إذا عرض عليك قضاء ) ؟ قال : أقضى بكتا الله ، قال : ( فإن لم تجد في كتاب الله ) ؟ قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في كتاب الله ) ؟ قال : أجتهد رأيي ، ولا آلو ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، وقال : ( الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضى رسول الله ) . قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل . وقال الزيلعي في نصب الراية : وأخرجاه أيضا عن أناس من أصحاب معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرسلا ، قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بمتصل ، انتهى . وقال البخاري في ( تاريخه الكبير ) : الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ ، روى عنه أبو عون ، ولا يصح ، ولا يعرف إلا بهذا ، مرسل ، انتهى . وفيه كتاب . ورواه النسائي في آداب القضاء ( 5399 ) ، والدارمي في المقدمة ( 167 ) عن شريح أنه كتب إلى عمر يسأله فكتب إليه أن اقض بما في كتاب الله فإن لم يكن في كتاب الله فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقض بما قضى به الصالحون فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقض به الصالحون فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر ولا أرى التأخر إلا خيرا لك والسلام عليكم .

4 أحكام القرآن 4 / 1703 ، وانظر التفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي الجزء 26 صفحة 222 ، 223 .

5 أما ترضى أن تعيش حميدا :

رواه مالك في الموطأ أبواب السير ، باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 945 ) من حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري ، قال : يا رسول الله ، لقد خشيت أن أكون قد هلكت ، قال : ( لم ) ؟ قال : نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل ، وأنا امرؤ أحب الحمد ، ونهانا عن الخيلاء ، وأنا امرؤ أحب الجمال ، ونهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك ، وأنا رجل جهير الصوت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا ثابت ، أما ترضى أن تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة ) .

6 التفسير المنير ، د وهبة الزحيلي ، الجزء 26 ، صفحة 226 ، 227 .

7 الجبرية والقدرية ، فرقتان شاذتان في العقيدة ، خرجتا عما عليه جمهور العلماء ، تقول الجبرية : إن الله تعالى مجبر للعبد على فعله ، وليس لإرادة الإنسان واختياره دخل حقيقي فيه ، وتقول القدرية : إن العبد خالق لأفعال نفسه ، دون أن يكون لله عليه سلطان فيها ، ويقولون : لا قدر والأمر أنف ، أي مستأنف .

8 التفسير المنير ، د وهبة الزحيلي ، الجزء 26 ، ص 232 وما بعدها ، بتلخيص واختيار .

9 لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا :

رواه البخاري في المظالم ( 2442 ) ، وفي الإكراه ( 6951 ) ، ومسلم في البر ( 2580 ) ، وأبو داود في الأدب ( 4893 ) ، والترمذي في الحدود ( 1426 ) ، وأحمد في مسنده ( 5334 ، 5614 ) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومنت ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) . ورواه مسلم في البر ( 2564 ) ، والترمذي في البر ( 1927 ) ، وأحمد في مسنده ( 7670 ، 8042 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخوا المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . ورواه أحمد في مسنده ( 12941 ) من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكنوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .

10 ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس :

رواه البخاري في الصلح( 2692 ) ، ومسلم في البر ( 2605 ) ، وأبو داود في الأدب ( 4920 ، 4921 ) ، وأحمد في مسنده ( 26728 ) من حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا ) .

11 إن المقسطين على منابر من نور :

رواه مسلم في الإمارة ( 1827 ) والنسائي في آداب القضاة ( 5379 ) وأحمد في مسنده ( 6456 ) من حديث عبد الله ابن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) .

12 المسلم أخو المسلم لا يظلمه :

رواه البخاري في المظالم ( 2442 ) وفي الإكراه ( 6951 ) ، ومسلم في البر ( 2580 ) ، وأبو داود في الأدب ( 4893 ) ، والترمذي في الحدود ( 1426 ) ، وأحمد في مسنده ( 5334 ، 5614 ) من حيث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) . رواه مسلم في البر ( 2564 ) ، والترمذي في البر ( 1927 ) ، وأحمد في مسنده ( 7670 ، 8042 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) . رواه أحمد في مسنده ( 12941 ) من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .

13 ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية :

روا ه البخاري في باب : التعاون في بناء المسجد ( 436 ) من حديث عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعد ، فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يصلحه ، فأخذ رداءه فاحتبى ، ثم أنشأ يحدثنا ، حتى أتى ذكر بناء المسجد ، فقال : كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ، ويقول : ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار ) . قال : يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن .

14 رب أشعث أغبر :

رواه الترمذي في المناقب ( 3854 ) ، وأحمد في مسنده ( 1267 ) من حديث أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ) . وقال الترمذي : حسن غريب من هذا الوجه . ورواه ابن ماجة في الزهد ( 4115 ) من حديث معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبرك عن ملوك الجنة ) ، قلت : بلى ، قال : ( رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ) . رواه مسلم في البر ( 2622 ) ، وفي الجنة ( 2854 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) . رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4918 ) ، وفي الأدب ( 6072 ) ومسلم في الجنة ( 2853 ) ، والترمذي في صفة جهنم ( 2605 ) ، وابن ماجة في الزهد ( 4116 ) وأحمد في مسنده ( 18253 ) من حديث حارث بن وهب الخزاعي قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ، كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر ) .

15 رب أشعث أغبر :

انظر السابق .

16 إن الله لا ينظر إلى صوركم :

رواه مسلم في البر ( 2564 ) ولبن ماجة في الزهد ( 4143 ) وأحمد في مسنده ( 7768 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .

17 لما عليه من التراب عندما أيقظه صلى الله عليه وسلم من نومه تحت نخيل في أرض بني مدلج .

18 إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث :

رواه البخاري في النكاح باب : لا يخطب من خطب أخيه حتى ينكح أو يدع ( 4849 ) ، ومسلم في البر والصلة ، باب : تحريم الظن والتجسس والتنافس ( 2563 ) ، قال أو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ، ولا تباغضوا ، وكونوا إخوانا ، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ) .

19 يا معشر من آمن بلسانه :

رواه أبو داود في الأدب باب الغيبة ( 4872 ) من حديث أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه ممن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ) .

20 الطيرة : ما يتشاءم به من الفأل الردئ ، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن ، ويكره الطيرة ، فإذا رأى ما يكره ، قال : ( اللهم لا يأتي بالخير إلا أنت ، ولا يذهب السوء إلا أنت ، اللهم اكفني السوء بما شئت ، وكيف شئت ، إنك على ما تشاء قدير ) . ثم يمضي متوكلا على الله .

21 أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم :

رواه مسلم في البر ( 2589 ) ، وأبو داود في الأدب ( 4847 ) ، والترمذي في البر ( 1934 ) ، والدارمي في الرقاق ( 2714 ) ، وأحمد في مسنده ( 7106 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما الغيبة ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( ذكرك أخاك بما يكره ) ، قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ، قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته ) .

22 رواه الطبري بسنده عن أبي نضرة في كتاب ( آداب النفوس ) .

23 خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح :

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ( 1 / 118 ) من حديث أنس . بلفظ : ( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . . ) الحديث ، وفيه : ( فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نسبا ، وخيركم أبا ) . وذكره السيوطي في الجامع الصغير أيضا ( 3901 ) بلفظ : ( خرجت من نكاح غير سفاح ) . ونسبه لابن سعد عن عائشة . وقال : حسن . قال : المناوي في فيض القدير : قال الذهبي : فيه الواقدي هالك . وذكره السيوطي في الجامع الصغير أيضا ( 3902 ) بلفظ : ( خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح ) . ونسبه لابن سعد عن ابن عباس . وقال : حسن . قال الهيثمي في المجمع : رواه الطبراني عن المديني عن أبي الحويرث ، ولم أعرف المديني ولا شيخه ، وبقية رجاله ثقات . قال الهيثمي في المجمع : وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ) . وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي ، صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه ، وبقية رجاله ثقات . قال الزيلعي في نصب الراية : أخرجه البيهقي في ( سننه ) ، والطبراني في ( معجمه ) ، عن هشيم حدثني المديني عن أبي الحويرث عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ولدني شيء من سفاح الجاهلية ، وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام ) . انتهى . وروى ابن الجوزي في ( التحقيق ) من طريق الواقدي حدثني محمد بن أخي الزهري عن عمه عن عروة عن عائشة مرفوعا : ( خرجت من نكاح غير سفاح ) ، قال في ( التنقيح ) : الواقدي متكلم فيه ، وفي الأول المديني ، وهو إن كان والد علي فهو ضعيف ، وكذا إن كان إبراهيم بن أبي يحيى ، وقال الطبراني : هو عندي فليح بن سليمان ، وأبو الحويرث اسمه عبد الرحمن بن معاوية ، وهو متكلم فيه ، انتهى . قال العجلوني في كشف الخفاء ( 1206 ) : رواه البخاري في الأدب والطبراني في الأوسط عن علي رفعه بزيادة : من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ، وفي لفظ من رواية ابن سعد عن ابن عباس : خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح .

24 إن الله لا ينظر إلى صوركم :

تقدم تخريجه ، انظر هامش ( 72 ) .

25 إن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم :

ذكره الهيثمي في المجمع ( 17717 ) فقال : وعن أبي مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى أحسابكم ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه ، وإنما أنتم بنوا آدم وأحبكم إلا أتقاكم ) . وقال : رواه الطبراني ، وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف .

26 أي : عتيقها .

27 تنكح المرأة لأربع :

رواه البخاري في النكاح باب : الأكفاء في الدين ( 4802 ) ومسلم في الرضاع ، باب : استحباب نكاح ذات الدين ( 1466 ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .

28 تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام :

رواه البخاري في المناقب باب : قول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا . . . } الآية ، ( 3304 ، 3305 ) وفي الأدب باب : ما قيل في ذي الوجهين ( 5711 ) وفي الأحكام ، باب : ما يكره من ثناء السلطان ، وإذا خرج قال غير ذلك ( 6757 ) ، ومسلم في البر والصلة والآداب ، باب : ذم ذي الوجهين وتحريم فعله ( 2526 ) والترمذي في البر والصلة باب : ما جاء في ذي الوجهين ( 2094 ) وأبو داود في الأدب باب في ذي الوجهين ( 4872 ) ومالك في الموطأ أبواب السير ، باب ما يكره من الكذب وسوء الظن ، والتجسس والنميمة ( 896 ) من حديث أبي هريرة مرفوعا : ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية ، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) . واللفظ للبخاري في إحدى رواياته وكذا مسلم . وروى مختصرا بوجوه متعددة .

29 كلكم لآدم وآدم من تراب :

رواه الترمذي في تفسير القرآن ( 3270 ) من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة ، فقال : ( يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله : { يا أيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير } . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه وعبد الله بن جعفر يضعف ، ضعفه يحيى بن معين وغيره وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني ، قال : وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس . ورواه الترمذي في المناقب ( 3955 ) من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنوا آدم وآدم خلق من تراب ) ، قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن غريب . ورواه أبو داود في الأدب ( 5116 ) ، والترمذي في المناقب ( 3956 ) ، وأحمد في مسنده ( 8519 ، 10402 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قد أذهب الله عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي وفاجر شقي ، والناس بنو آدم وآدم من تراب ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن وهذا أصح عنده من الحديث الأول وسعيد المقبري قد سمع أبا هريرة ويروى عن أبيه أشياء كثيرة عن أبي هريرة .

30 إن آل أبي ليسوا بأوليائي :

رواه البخاري في باب : تبل الرحم ببلالها ( 5644 ) ، ومسلم في الإيمان ، باب : موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم ، ( 215 ) من حديث عمرو بن العاص ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر ، يقول : ( إن آل أبي ليسوا بأوليائي ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين ) زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان ، عن قيس ، عن عمرو بن العاص ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ولكن لهم رحم أبلها ببلالها ) . يعني أصلها بصلتها .

31 مقتبس من تفسير المراغي لسورة الحجرات بتصرف .