السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ} (83)

القصة الثانية : قصة إبراهيم عليه السلام المذكورة في قوله تعالى : { وإن من شيعته } أي : ممن شايعه في الإيمان وأصول الشريعة { لإبراهيم } ولا يبعد اتفاق شرعهما في الفروع أو غالباً ، وقال الكلبي : الضمير يعود على محمد صلى الله عليه وسلم أي : وإن من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم لإبراهيم عليه الصلاة السلام والشيعة قد تطلق على المتقدم كقول القائل :

ومالي إلا آل أحمد شيعة *** وما لي إلا مذهب الحق مذهب »

فجعل آل أحمد وهم متقدمون عليه وهو تابع لهم شيعة له قاله الفراء ، والمعروف أن الشيعة تكون في المتأخر قالوا : كان بين نوح وإبراهيم نبيان هود وصالح ، وروى الزمخشري : أنه كان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة .