اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ} (83)

القصة الثانية : قصة إبراهيم - عليه ( الصلاة و ) السلام - قوله تعالى : { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } أي من أهل دينه وسنته وفي الضمير وجهان :

أظهرهما : أنه يعود على «نوح » أي ممن كان يشايعه أي يتبعه على دينه والتصلب في أمر الله{[47175]} .

الثاني : أنه يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو قول الكلبي{[47176]} . والشيعة قد تطلق على المتقدم كقوله :

4218- وَمَا لِي إلاَّ آلَ أَحْمد شِيعَةٌ . . . وَمَا لِي إلاَّ مِشْعَبَ الْحَقِّ مِشْعَبُ{[47177]}

فجعل ( آل ) أحمد{[47178]} وهم متقدمون عليه وهو تابع لهم شيعة له ، قاله الفراء{[47179]} ، والمعروف أن الشيعة تكون في المتأخر . قالوا كان بين نوحٍ وإبراهيم ( نبيان{[47180]} هود وصالح ، وروى الزمخشري أنه كان بين نوحٍ وإبراهيمَ ) ألفان وستمائة وأربعون سنةً{[47181]} .


[47175]:وهو قول الأكثرين.
[47176]:واختاره الفراء في المعاني 2/388 وانظر: زاد المسير لابن الجوزي 7/66.
[47177]:من الطويل وهو للكميت بن زيد مادح بيت أهل النبوة وجيء به ليدل على أن الشيعة من الإمكان أن تطلق على المتقدم من الناس وهذا بخلاف العادة والعرف وفيه شاهد نحوي آخر وهو أنه يجوز أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه فالأصل: وما لي شيعة إلا آل أحمد. وكذا في الشطر الثاني.
[47178]:ما بين القوسين سقط من ب.
[47179]:المعاني 2/388.
[47180]:ما بين القوسين سقط من ب بسبب انتقال النظر.
[47181]:الكشاف 3/344.