إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلُۢ بِهِۦ جِنَّةٞ فَتَرَبَّصُواْ بِهِۦ حَتَّىٰ حِينٖ} (25)

وقولهم { إِنْ هُوَ } أي ما هو { إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ } أي جُنونٌ أو جنٌّ يخيلونه ولذلك يقولُ ما يقولُ { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ } أي احتمِلوه واصبِروا عليه وانتظروا { حتى حِينٍ } لعلَّه يُفيقُ ممَّا فيه ، محمول حينئذٍ على ترامي أحوالهم في المكابرةِ والعنادِ . وإضرابِهم عمَّا وصفُوه عليه السَّلامُ به من البشرية وإرادةِ التَّفضُّلِ إلى وصفِه عليه السَّلامُ بما ترى وهم يعرفون أنَّه عليه السَّلامُ أرجحُ النَّاسِ عَقْلاً وأرزنهم قولاً . وعلى الأوَّل على تناقضِ مقالاتِهم الفاسدةِ قاتلهم اللَّهُ أنَّى يُؤفكون .