إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمٗا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (21)

{ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ } إلى ربيِّ { لَمَّا خِفْتُكُمْ } أنْ تُصيبوني بمضمرةٍ وتؤاخذوني بما لا أستحقُّه بجنايتي من العقابِ { فَوَهَبَ لِي رَبّى حُكْماً } أي حكمةً أو نبُّوةً { وَجَعَلَنِي مِنَ المرسلين } رد أولاً بذلك ما وبَّخه به قدحاً في نبُّوته ثم كرَّ على ما عده عليه من النِّعمةِ ولم يصرِّحْ بردِّه حيثُ كان صدقاً غيرَ قادحٍ في دعواه بل نبَّه على أنَّ ذلك كان في الحقيقةِ نعمةً فقال : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إسرائيل }