البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمٗا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (21)

وجمع ضمير الخطاب في منكم وخفتكم بأن كان قد أفرد في : تمنها وعبدت ، لأن الخوف والفرار لم يكونا منه وحده ، وإنما منه ومن ملئه المذكورين قبل { أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون } ، وهم كانوا قوماً يأتمرون لقتله .

ألا ترى إلى قوله : { إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج } وقرأ الجمهور : لما حرف وجوب لوجوب ، على قول سيبويه ، وظرفاً بمعنى حين ، على مذهب الفارسي .

وقرأ حمزة في رواية : لما بكسر اللام وتخفيف الميم ، أي يخوفكم .

وقرأ عيسى : حكماً بضم الكاف ؛ والجمهور : بالإسكان .

والحكم : النبوة .

{ وجعلني من المرسلين } : درجة ثانية للنبوة ، فرب نبي ليس برسول .

وقيل : الحكم : العلم والفهم .