إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥٓۚ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (23)

{ وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } فإنَّه لا يضُّرك في الدُّنيا ولا في الآخرةِ . وقرئ فلا يُحزِنك من أحزَن المنقولِ من حَزِن بكسرِ الزَّاي وليس بمستفيضٍ { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } لا إلى غيرِنا { فَنُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ } في الدُّنيا من الكفرِ والمَعَاصي بالعذابِ والعقابِ . والجمعُ في الضَّمائرِ الثَّلاثةِ باعتبارِ معنى مَن كما أنَّ الإفرادَ في الأولِ باعتبارِ لفظِها { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } تعليلٌ للتنبئةِ المعبَّرِ بها عن التَّعذيبِ