إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ} (22)

{ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله } بأنْ فوَّض إليه مجامعَ أمورِه وأقبلَ عليه بكلّيته ، وحيثُ عُدِّي باللامِ قصد معنى الاختصاصِ . وقرئ بالتَّشديدِ . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي في أعمالِه آتٍ بها جامعةً بين الحُسنِ الذاتِيِّ والوصفيِّ وقد مرَّ في آخرِ سورةِ النَّحلِ { فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } أي تعلَّق بأوثقِ ما يتعلَّق به من الأسبابِ وهو تمثيلٌ لحالِ المتوكلِ المشتغلِ بالطَّاعةِ بحالِ من أراد أنْ يترقَّى إلى شاهقِ جبلٍ فتمسَّك بأوثقِ عُرى الحبلِ المُتدلِّي منه { وإلى الله } لا إلى أحدٍ غيرِه { عاقبة الأمور } فيجازيه أحسنَ الجزاء .