اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحۡزُنكَ كُفۡرُهُۥٓۚ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (23)

ثم قال : { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عملوا } ( لما بين{[42553]} حال المسلم رجع إلى بيان حال الكافر وقال : { من كفر فلا يحزنك } ) أي لا تحزن إذا كفر كافر ، فإن من يكذبْ وهو مقطوعٌ بأن صدقه بين عن قرب لا تحزن بل قد يتوب{[42554]} المكذب عن تكذيبه ، وأما إذا كان لا يرجو ظهور صدقه فإنه يتألم من التكذيب فقال : { فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } فإن المرجعَ إليَّ { فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عملوا } فيَنْخَجلون ثم قال { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } أي لا يخفى عليه سرُّهُمْ وعلانيتُهم فينبئهم بما أسَرَّتهُ صدورهم .


[42553]:ما بين القوسين ساقط من "ب".
[42554]:في تفسير الفخر الرازي بل قد يؤنب المكذب على الزيادة في التكذيب.