إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (169)

{ إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ } لعدم استعدادِهم للهداية إلى الحق والأعمالِ الصالحةِ التي هي طريقُ الجنةِ ، والمرادُ بالهداية المفهومةِ من الاستثناء بطريق الإشارةِ خلقُه تعالى لأعمالهم السيئة المؤديةِ بهم إلى جهنمَ عند صرفِ قدرتِهم واختيارِهم إلى اكتسابها ، أو سوقُهم إليها يوم القيامة بواسطة الملائكةِ والطريقُ على عمومه ، والاستثناءُ متصل ، وقيل : خاصٌّ بطريق الحقِّ والاستثناءُ منقطع { خالدين فِيهَا } حالٌ مقدرةٌ من الضمير المنصوب والعاملُ فيها ما دل عليه الاستثناءُ دلالةً واضحةً كأنه قيل : يُدخلهم جهنمَ خالدين فيها الخ ، وقوله تعالى : { أَبَدًا } نصبٌ على الظرفية رافعٌ لاحتمال حملِ الخلودِ على المكث الطويل { وَكَانَ ذلك } أي جعلهم خالدين في جهنم { عَلَى الله يَسِيراً } لاستحالة أن يتعذّر عليه شيءٌ من مراداته تعالى .