{ لكن الله يَشْهَدُ } بتخفيف النون ورفع الجلالة ، وقرئ بتشديد النونِ ونصبِ الجلالةِ ، وهو استدراك عما يُفهم مما قبله كأنهم لما تعنّتوا عليه بما سبق من السؤال واحتَجّ عليهم بقوله تعالى : { إِنَّا أَوْحَيْنَا } [ النساء ، الآية : 163 ] الخ ، قيل : إنهم لا يشهدون بذلك لكنَّ الله يشهد { بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } على البناء للفاعل ، وقرئ على البناء للمفعولِ والباءُ صلةٌ للشهادة أي يشهد بحقية ما أنزل إليك من القرآن المعجزِ الناطِقِ بنبوتك ، وقيل : ( لما نزل قوله تعالى : { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [ النساء ، الآية : 163 ] قالوا : ما نشهد لك بذلك فنزل ) لكنِ الله يشهد . { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } أي ملتبساً بعلمه الخاصِّ الذي لا يعلمه غيرُه وهو تأليفُه على نمط بديعٍ يَعجِز عنه كلُّ بليغٍ ، أو بعلمه بحال مَنْ أنزله عليه واستعدادِه لاقتباس الأنوارِ القدسية ، أو بعلمه الذي يحتاج إليه الناسُ في معاشهم ومعادِهم ، فالجارُّ والمجرورُ على الأولين حال من الفاعل وعلى الثالث من المفعولِ ، والجملةُ في موقع التفسيرِ لما قبلها وقرئ نزّله ، وقولُه تعالى : { والملئكة يَشْهَدُونَ } أي بذلك ، مبتدأٌ وخبرٌ والجملةُ عطفٌ على ما قبلها ، وقيل : حالٌ من مفعول أنزله ، أي أنزله والملائكةُ يشهدون بصدقه وحقِّيتِه { وكفي بالله شَهِيداً } على صحة نُبوّتِك حيث نصَبَ لها معجزاتٍ باهرةً وحججاً ظاهرةً مغْنيةً عن الاستشهاد بغيرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.