إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدۡ ضَلُّواْ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا} (167)

{ إِنَّ الذين كَفَرُوا } أي بما أنزل الله تعالى وشهِد به أو بكل ما يجب الإيمانُ به وهو داخلٌ فيه دخولاً أولياً ، والمرادُ بهم اليهودُ حيث كفروا به { وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ الله } -وهو دينُ الإسلام- مَنْ أراد سلوكَه بقولهم : ما نعرِف صفةَ محمدٍ في كتابنا ، وقرئ صُدُّوا مبنياً للمفعول { قَدْ ضَلُّوا } بما فعلوا من الكفر والصدِّ عن طريق الحق { ضلالاً بَعِيداً } لأنهم جمعوا بين الضلال والإضلالِ ولأن المُضِل يكون أعرقَ في الضلال وأبعدَ من الإقلاع عنه .