اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (169)

قوله سبحانه : { وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ } في هذا الاسْتِثْنَاء قولان :

أحدهما : أنه اسْتِثْنَاء مُتَّصِلٌ ، لأن [ المُرَادَ ]{[3]} بالطَّرِيق الأوَّلِ : العُمُوم ، فالثَّانِي من جِنْسِهِ .

والثاني : أنه مُنْقَطِعٌ إن أُريد بالطَّرِيق شَيْءٌ مَخْصُوصٌ ؛ وهو العمل الصَّالِحُ الذي يَتَوَصَّلُون به إلى الجَنَّة ، وانْتَصَب " خَالِدِين " على الحَالِ ، والعَامِلُ فيه مَعْنَى " لا يهديهم اللَّه " ؛ لأنه بِمَنْزِلَةِ : يُعَاقِبهُم خَالِدِين ، وانْتَصَب " أبَداً " على الظَّرْفِ ، { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } أي : لا يتعذَّر عليْه شيءٌ .


[3]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/612، 613) عن ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي والضحاك. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (/605) عن أبي عبد الرحمن السلمي وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.