إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ} (9)

وحيث كان مضمونُها منبئاً عن الوعد والوعيد عقَّب بالوعد لمن يُحافظ على طاعته تعالى وبالوعيد لمن يُخِلُّ بها فقيل : { وَعَدَ الله الذين آمنوا وَعَمِلُوا الصالحات } التي من جملتها العدل والتقوى . { لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } حُذفَ ثانِيَ مفعولي وَعَدَ استغناءً عنه بهذه الجملة ، فإنه استئنافٌ مبيِّنٌ له ؛ وقيل : الجملةُ في موقع المفعول ، فإن الوعدَ ضربٌ من القول ، فكأنه قيل : وعدَهم هذا القولَ .