الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ} (9)

قوله ( وَعَدَ اللَّهُ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) الآية [ 10 ] .

يقال( {[15048]} ) " وعدتُ الرجل " تريد : " وعدته خيراً " ، و " أوعدته " تريد : " أو عدته شراً " ، فإذا ذكرت الموعود قلت فيهما جميعاً " وعدته " و " أوعدته " ( {[15049]} ) فإذا لم تذكر الموعود قلت في الخير " وعدته " ، وفي الشر " أوعدته " ، هذا قول أكثر العلماء( {[15050]} ) .

وقوله ( لَهُم مَّغْفِرَةٌ ( وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) )( {[15051]} ) هو على الحكاية ، ( لأنه لا يجوز في الكلام " وعدتُ لكَ درهماً " ، وإنما جاء في القرآن على الحكاية( {[15052]} ) ) ، كأن تقديره : قال الله جل ذكره : لِلَّذِين آمنوا عندي جنات ، ثم أمر النبي عليه السلام أن يخبرهم ، ثم أخبر ما قال فحكاه ، فقوله( {[15053]} ) ( لَهُم مَّغْفِرَةٌ ) يقوم مقام الموعود ، وهو تفسير للوعد( {[15054]} ) .


[15048]:- ب: فقال.
[15049]:- انظر: إعراب النحاس 1/486.
[15050]:- هو قول الزجاج في معانيه 2/156 باختلاف في قوله: "قلت فيهما جميعاً "واعدته"، وإذا لم تذكر..."، وقول النحاس في إعرابه باختصار 1/486.
[15051]:- ساقطة من ب ج د.
[15052]:- ساقطة من ب. وفي روح المعاني 6/84: "أو المرادُ حكايَتُه، لأنه يُحْكَى بما هو في معنى القول عند الكوفيين".
[15053]:- ب: بقوله.
[15054]:- انظر: معاني الأخفش 466، وتفسير الطبري 10/98 و99، والقطع 283، وإعراب مكي 221، وإعراب ابن الأنباري 1/286، وإعراب العكبري 425، والمحرر الوجيز 5/53، والتفسير الكبير 11/181 و182، وتفسير البحر 3/441، 6/136.