إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّـٰتٖ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ} (9)

وقولُه تعالَى : { وَنَزَّلْنَا مِنَ السماء مَاء مباركا } أيْ كثيرَ المنافعِ ، شروعٌ في بيانِ كيفيةِ إنباتِ ما ذكرَ منْ كُلِّ زوجٍ بهيجٍ وهو عطفٌ على أنبتنا وما بينهمَا على الوجهِ الأخيرِ اعتراضٌ مقررٌ لما قبلَهُ ومنبهٌ على ما بعدَهُ { فَأَنبَتْنَا بِهِ } أيْ بذلكَ الماءِ { جنات } كثيرةً أيْ أشجاراً ذواتِ ثمارٍ { وَحَبَّ الحصيد } أي حبَّ الزرعِ الذي شأنُه أنْ يُحصدَ من البُرِّ والشعيرِ وأمثالِهما ، وتخصيصُ إنباتِ حبِّه بالذكرِ لأنُه المقصودُ بالذاتِ .